ترامب بات يلعب بالنار في الشرق الأوسط، فمن اعترافه بالقدس عاصمة (للمستعمرة الاسرائيلية) ونقل سفارته اليها الى شرعنة الاستيطان اليهودي في الضفة الفلسطينية، الى اعلانه أن آن الأوان لضم الجولان السوري الى المستعمرة الأسرائيلية الى محاولاته الجارية الى الغاء وكالة الأنروا واغلاق مكتب م.ت.ف في واشنطن ووقف كافة المساعدات التي كانت تلتزم بها الولايات المتحدة للسلطة والشعب الفلسطيني الى الغاء القنصلية الامريكية في القدس وضمها الى سفارته لدى المستعمرة الاسرائيلية ما يعني الغاء اي تمثيل لامريكا لدى فلسطين ... الى سلسلة المواقف والاجراءات المجافية لقواعد القانون والسلوك الدولي بل و متعارضة مع مواقف الرؤساء الامريكان الذين سبقوه بشأن الصراع العربي الاسرائيلي .. كتعبير واضح عن انحيازه المطلق ودون اية قيود الى رؤى اليمين الصهيوني.....
يكون ترامب بهذه السياسة الفجة والبلطجة الامريكية قد مهد الطريق والسبيل الى ادامة الصراع العربي الاسرائيلي عقودا جديدة واسقط ودمر كل امكانية لنجاح الجهود الدولية للتوصل الى اي شكل من اشكال التسوية للصراع ... بل اكثر من ذلك يهيئ الوضع كي يكون اكثر اشتعالا وسخونة من مراحله السابقة .....
يظن ويعتقد ان تلك المواقف والسياسات قد تأتي بالتوسع والامن للمستوطنة الصهيونية في فلسطين وغيرها من الاراضي العربية المحتلة ...
السيد ترامب: عليك ان تدرك ان هذه المواقف والسياسات والاجراءات المتخذة من قبلك لن تسهم في جلب الامن والسلام للمستعمرة الاسرائيلية في فلسطين والمنطقة بل تضعها على شفير النهاية والهاوية.... وانت واليمين الصهيوني تدفعون المستعمرة الى نهايتها المحتومة كأي مستعمرة انشئت على الارض العربية وغيرها ... وتسرعون بإنهيارها من الداخل اكثر مما تتخيل ...
عليك سيد ترامب ان تصغي للراي العام وللنخب المختلفة في الولايات المتحدة اولا منها النخب اليهودية فإن مثل هذة المواقف والسياسات لم تعد محل اجماع وتوافق بل ان دعم المستعمرة الاسرائيلية بات يشكل موضوعا خلافيا ينقسم الرأي العام الامريكي بشأنه .... وان الموقف من حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمته حقه في العودة و الدولة وتقرير المصير اصبحت تحظى بدعم واسع لدى اوساط مهمة وباتت تشكل وزنا كبيرا في الرأي العام الامريكي .. هذا على مستوى الولايات المتحدة نفسها ... والصورة اكثر وضوحا لدى بقية دول العالم التي تسعى جادة لأن ترى نهاية للصراع في الشرق الاوسط على اسس تحترم القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بشأنه .... وتعارض سياساتك وسياسات المستعمرة في تجاهل هذه القواعد والقرارات الدولية وتجاهل الحقوق العربية والفلسطينية .....!
ان الانحياز لأستمرار الاحتلال والاستيطان الصهيوني ومباركة ضم الاراضي المحتلة للكيان الصهيوني انما يدفع الى اشعال الحروب من جديد في المنطقة والعودة بالصراع الى المربع رقم صفر... بعد سبعين عاما مرت على هذا الصراع...!
سيد ترامب: لا تراهن على ان حالة الوهن والضعف العربي وتهافت بعض العرب على تطبيع علاقاتهم بالمستعمرة الاسرائيلية دون ما يتوجب عليها من استحقاقات في انهاء احتلالها للاراضي العربية المحتلة عام ١٩٦٧م وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته وعاصمتها القدس انه امرا قد بات ممكننا ..!
كما لا تراهن على حالة الانقسام الفلسطيني التي بات الكيان الصهيوني معني برعايتها مع الوكلاء الاقزام في المنطقة ... من دولة قطر الى جماعة الاخوان المسلمين .. وانها كفيلة بتدمير حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وبناء الدولة والقدس العاصمة .. واختزال الحلم الفلسطيني في امارة ظلامية في قطاع غزة ....!
ان يقظة الشعب الفلسطيني ستسقط كافة هذه الأوهام ..
وهذه الخطط والمؤامرات ولن يكتب لها النجاح في تصفية القضية الفلسطينية بل......
(ستحيل امن الكيان الى جحيم في لحظة لا نحددها بوقت معين وعندها لن ينفع الندم...)
كما الحاضنة العربية للشعب العربي الفلسطيني ولقضيته ستبقى دائما قائمة ومتحفزة إلى لحظة المواجهة المناسبة
التي امثالك من التجار والمستعمرين لن يدركوها الا بعد فوات الأوان ......
فلا تلعب بنار الشرق الاوسط لأنها اذا ما اشتعلت ستكون مصالحك ومصالح بلادك هي اول المتضررين. وستمحوا المستعمرة الاسرائيلية ساعتها من الوجود.....!
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس