توجه وفد المخابرات المصرية الى شرق غزة لمراقبة سلمية فعاليات يوم الأرض , وذلك بناء على إتفاق بين حماس وبعض الفصائل مع إسرائيل على أن تكون سلمية مقابل إدخال الأموال والوقود الى غزة , ومن ثم تم نشر الآلاف من عناصر الفصائل بزي خاص لمنع إقتراب المواطنين على السلك , وهذا بالإضافة الى قوات الأمن العام والشرطة .. ليس عيباً أن تعمل الفصائل على إنعاش إقتصاد غزة , فأنا كمواطن سأكون أول المستفيدين , ولكن العيب أن يتم إستخدام الدم الفلسطيني كوقود لهذه المساومات .
لماذا لم يتم نشر آلاف العناصر التابعة للفصائل وأيضاً قوات الأمن والشرطة , في المسيرات السابقة للحفاظ على الدم الفلسطيني كما فعلوا اليوم؟ ما حدث اليوم هو دليل قاطع على أن الفصائل لم تفعل ذلك من قبل رغم أنها كانت تستطيع , فكانت معنية قبل ذلك بزيادة عدد الشهداء والجرحى كوسيلة ضغط على إسرائيل حين تجلس على طاولة المساومات , وهذا بالطبع يتزامن مع تطوير المسيرات , كالإرباك الليلي , وزيكيم , وإيرز , والبالونات الحارقة ..
هناك خلافات حادة بين الفصائل نتيجة المساومات , ففي سياق تسوية إسرائيل مع غزة تم ربط فعاليات مسيرات فك الحصار بإدخال الأموال القطرية , وتقديم بعض التسهيلات , ومع موافقة حماس على إنهاء هذه الفعاليات تم الرفض من بعض الفصائل, لأنها وجدت نفسها خارج اللعبة , ووجدت أن كل المسيرات والمساومات هي حكر على فصيل واحد فقط..
أتوقع أن عدد المشاركين في المسيرات اليوم سيكون أقل من السابق , فهو لم يتجاوز المئة ألف , وذلك إستناداً على العدد الموثق في وسائل الإعلام في المسيرات السابقة , وذلك بسبب خلافات سياسية كبيرة في الشارع الغزي ومن أهمها قمع حراك بدنا نعيش , وأيضاً حجم الخسائر في مسيرات فك الحصار شوهت الصورة المثالية لها , ودفعت الجماهير الى الغضب وعدم الرضا عنها , حيث قتل الإحتلال ما يقارب 300 مواطن , وأصيب 16,000 مواطن بما فيهم حالات البتر والشلل , وهذا بحسب بعض الإحصائيات الموثقة , وجميع هؤلاء يحتاجون الى رواتب وعلاجات وتحويلات كفيلة أن ترهق أي ميزانية في أي دولة .
بقلم/ أشرف صالح