كانتْ نظراتها عابسة وقاطبة حاجبيها، وكأنني فعلتُ شيئا خاطئا.. وقفتُ على مدخلِ شقّتها، بعدما فتحت لي الباب، وكأنها لم تريد إدخالي، رغم أنها رأتني أرتجف من البرْدِ.. سلّمتُ عليها، لكنها لم تردّ.. أخيرا سمحت لي بالولوج إلى الشقة الدافئة.. سألتُها ما بك؟ لم تردّ على سؤالي.. دنوتُ منها، وقلتُ لها: ما المشكلة؟ فردّت بعد دقائق معدودة ألا تدري ما المشكلة؟ فقلتُ لها: كلا، فقالت بصوت غاضب: رأيتكُ البارحة تتحدّث مع امرأة أجمل مني، فقلت لها: إنها معلمتي، تريد أن تعلم كيف تسير كتابة البحث، فقالت: كلا، كنتَ تنظر لها بإعجاب مجنونٍ.. حاولتُ تهدئتها، لكنها ظلّت عابسة وغاضبة منّي، وكأنها لم تريد رؤيتي.. انتظرت قليلا قبل أن تهدأ العاصفة، لكي أذهبَ إلى مسكن الطلبة، وحين هدأتْ العاصفة خرجتُ دون أن أودّعها.. هذا كان قبل عقود من الزمن الجميل، قبل أيام من سقوط الشيوعية في بلد أحببت فيه كل شيء حتى جوّ البلد البارد.. بت حينها أميل إليه، هناك كان الثلج يسحرني بسقوطه الهادئ.. نظرتْ صوبي من النافذة، ولكن وجهها ظلّ عابساً..
عطا الله شاهين