ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية تثبت ان المجتمع الاسرائيلي اختار ( العنصرية والاحتلال ) واستمرار اليات القمع والتنكيل وممارسة ارهاب الدولة المنظم بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والمسحية في القدس الشريف بدلا من اختيار المفاوضات مع القيادة الفلسطينية بعد الفوز لولاية خامسة لرئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا في اسرائيل .
للأسف الإسرائيليين غير مؤهلين للسلام .. والانتخابات اﻻسرائيلية تعيد انتاج هذا النتن ياهو الذي يعمل ضد العرب وضد مسيرة السلام بالمنطقة حيث لم تشهد مسيرة السلام أي تقدم يذكر في عهده بل شهدت تدمير واسع وقتل لروح ومبادرة السلام العربية ..
ان قدر شعبنا الفلسطيني ان يعيش في حالة عدم وجود شريك حقيقي للسلام ... وان يدفع ثمن اﻻحتلال وعدم العيش بحرية وتقرير المصير وبالتأكيد سيكون لنتائج اﻻنتخابات علي الشعب الفلسطيني لها انعكاسات واضحة ... والسؤال الاهم ما هي توجهات القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة وهل لنا ان نبقي اسيرين لموقف نتينياهو الذي جربناه طيلة السنوات الماضية ولم يمنحنا اي شيء من حقوقنا ..
ان اسرائيل العنصرية اختارت طريق العنصرية والاحتلال والاستيطان .. اختارت طريق الدم والقتل والعنف والإرهاب المنظم الذي يمارسه جيش الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني الذي يطالب بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة .. ان شعب اسرائيل اليوم اختار العنصرية ولم يختار السلام .. وبذلك يكون قد اصدر شهادة وفاة لعملية السلام وإنهاء اتفاقيات السلام كلها التي وقعتها بعض الدول العربية مثل الاردن ومصر ومنظمة التحرير الفلسطينية ..
الاحتلال يعيد انتخاب الاحتلال حيث كانت نتائج الانتخابات الاسرائيلية وتثبت ان المجتمع الاسرائيلي غير جاهز ولا مستعد للسلام بل هو مجتمع قائم على التطرف وممارسة القمع بحق ابناء الشعب الفلسطيني ..
ان الإسرائيليين صوّتوا مع الاحتلال ودعموا القمع والتنكيل والإرهاب ورفضوا السلام .. هذه الحقائق التي من الممكن للمتتبع لنتائج الانتخابات الاسرائيلية ان يقرئها حيث ما الت اليه سياسات نتنياهو والحكومات السابقة باتت تعكس عقلية القمع التي بنيت على العداء التاريخي في المجتمع الاسرائيلي تجاه العرب والشعب الفلسطيني بشكل عام ..
المجتمع الاسرائيلي تأثر بشكل كبير من دعم الحكومة الامريكية برئاسة ترامب لسياسة الاحتلال وما ينتج من اعلانهم عن صفقة القرن كتجارة اصبحت رائجة في السوق السياسي الامريكي حيث يتعامل ترامب مع القضية الفلسطينية كقضية تجارية بحته مستبعدا الشعب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي وصاحب الارض الاصلي من أي حلول مستقبلية ..
في المحصلة النهائية سيمضي نتنياهو بالعمل ضد الشعب الفلسطيني داعما الانقلاب في قطاع غزة وسيطرة حركة حماس علي قطاع غزة حيث اكد خلال حملته الانتخابية بان فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية هو مصلحة اسرائيلية ..
وسيمضي ترامب في تسويقه لصقته المرفوضة عربيا وفلسطينيا ولا بد من مواجهة ذلك علي المستوي العربي من خلال تشكيل جسر الممانعة العربي يشمل ( الاردن ومصر وفلسطين وسوريا ) للرد الجماعي العربي على صفقة القرن وتعرية الموقف الاسرائيلي والأمريكي ورفض مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية ..
وعلى المستوى الشعبي الفلسطيني والعربي لا بد من حشد الجهود ودعم الرأي العام العربي والعمل على رفض صفقة القرن ومواجهة الارهاب الاسرائيلي المنظم الذي تقوده حكومات التطرف والإرهاب الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية في القدس الشريف .. ولا بد من التأكيد على حقنا التاريخي في فلسطين كوطن تاريخي للشعب الفلسطيني وان الفلسطينيين هم اصحاب الارض الاصليين والتأكيد على حق العودة وفقا لقرارات المرجعيات والقرارات الدولية الخاصة بهذا الشأن ..
ان حكومة الاحتلال والتي نتجت عن هذه الانتخابات هي حكومة تمارس التطرف والقمع والتنكيل والتطرف تجاه العرب وشعبنا الفلسطيني وبالتالي ستسعى هذه الحكومة الى سن قوانين عنصرية جديدة وستقدم على خطوات سياسية جديدة أكثر تطرفاً ضد العرب في الداخل والفلسطينيين بالضفة وغزة وتعيق عمل السلطة الفلسطينية وقد تقوم بإجراءات متطرفة تجاه المسجد الأقصى والمساجد بشكل عام في الداخل وقد تقدم على ضم مستوطنات ومناطق للسيادة الإسرائيلية وقد تعمل على شن حرب شاملة على على قطاع غزة لفرض ساستها بقوة الغطرسة والعربدة وهذا الامر يتطلب الموجهة الشاملة والعودة الى مربع الوحدة الوطنية الفلسطينية لموجهة هذا التطرف والقمع والحروب الاسرائيلية بعيدا عن الشعارات الرنانة والجوفاء والتى لا تخدم شعبنا ونضالنا الفلسطيني حيث اننا امام ازمات ومؤامرات كبيرة تحاك للنيل من شعبنا وقضيتنا الفلسطينية .
بقلم/ سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية