أهداني الصديق الشاعر ابن قرية عارة ، أمين زيد الكيلاني مشكورًا ، ديوانه الشعري الأول ، الصادر حديثًا ، والموسوم " قصيد المراثي " .
جاء الديوان في 123 صفحة من الحجم المتوسط ، واحتوى على عشرين قصيدة رثاء ، كتبت في فترات مختلفة ، وصمم غلافه الفنان أستاذ كمال زيدان ، وأهداه إلى " التي احتضنتني برمش عينها ، واورثتني من رحمها شعلة الذكاء ونور البصيرة وحلاوة الصبر وعذوبة الحق وشناءة الضلال .. والدتي الحاجة ام عبد اللّـه . وإلى الذي انار قلبي بحفظ كتاب اللّـه وشنف سمعي بانغامه وترتيله ، والدي الشيخ اسعد . وإلى استاذتي الاولى في علم النحو والصرف ، ابنة عمي وزوجة اخي ، الحاجة ام علاء الدين . وإلى كل من دخل قلبي وترك فيه بصمة من محبة واخوة ووفاء ".
وبعد الاهداء تأتي كلمة شكر لرفيقة دربه ونور عينيه زوجته الفاضلة ام اسعد وبناته الثلاث وولديه الدكتور اسعد والدكتور عبد الشافي ، والآنسة سنابل جبر التي أشرفت على تصميم الكتاب ، والاستاذ كمال زيدان الذي زين الغلاف من وحي ريشته وابداعه ، والى اخيه الذي لم تلده امه الاستاذ محمد جبر الذي سانده على الدوام .
وفي التمهيد يجيب أمين زيد الكيلاني عن السؤال : لماذا قصيد المراثي ؟؟ مشيرًا إلى أنه انتزع قصائد الديوان من بين أشعاره انتزاعاً واستفردها دون غيرها ، وكلها قصائد رثاء .
وقدم للديوان الناقد الأديب الجزائري الأستاذ شاهين دواجي منوهاً إلى " أنه على مدى قصائد الرثاء العشرين لا نلمس غير الحرقة والآهة مع كل حرف ، ما يجعل خاصية الصدق في هذا الديوان تحصيل حاصل ، ويفنّد مقولة من خصّ الأنثى بجودة الرثاء ، كونها أكثر عاطفية من الرجّل ، وأكثر إحساسًا بالقهر منه حين الفقد ".
أما د. سمير كتاني المحاضر في أكاديمية القاسمي فيكتب تظهيرًا للديوان مؤكدًا أنه " اضمامة من دموع القوافي ، ابدع فيها الشاعر أمين زيد الكيلاني باكيًا ونادبًا ، من كان يجلهم ويحبهم من اقرباء ومعارف واصدقاء ".
وكما سبق واسلفنا فان قصائد الديوان هي بكائيات ورثائيات وندب ، مفعمة بمشاعر الحزن والشجن والأسى ، ونجده يرثي الوالد والوالدة وزوجة الأخ والشاعر والصحفي والفنان والرسام والباحث والمفكر والداعية وطالب الجامعة ورجل السياسة .
وما يميز الديوان انه نصوص شعرية تلتزم شكل القصيدة العربية شكلا ووزنا ، وممزوجة بإيقاعات وجدانية بمنتهى الروعة والعمق والجمال الفني ، ويطغى عليها الشفافية والرهافة وقوة الانفعال والتأثر وصدق العواطف .
ومن اجواء الديوان هذه الأبيات من قصيدته في تأبين الشاعر سميح القاسم :
لقدْ أتاكَ مِنَ الأفذاذِ أعْلامُ
تكريمُ شَخْصِكَ بَعْدَ المَوْتِ إكرامُ
لقدْ أتَوْكَ وهُمْ كانوا لكمْ عَضَدٌ
" نابُلسَ " قوْمي لنا حِصْنٌ وإقدام ُ
جاءوكَ وَفْداً بقلبٍ مِلؤُه شَجَنٌ
في يومِ عيدٍ ويومُ العيدِ أنغامُ
" عيبالُ- عيبالُ " كنتم خَيْرَ سِلسِلةٍ
في أهْلِهَا وَعَلتْ فَخْراً بها الشّامُ
" قصيد المراثي " ديوان شعر جدير بالقراءة والتمعن ببحوره ومعانيه واستشفاف أسلوبه الذي يجمع جمال المبنى وكمال المعنى ، والبيان البديع ، واللغة الرصينة ، لمعرفة آفاق ثقافة الشاعر أمين زيد الكيلاني ، الذي نبارك له بإصداره الجديد ، ونأمل له مزيدًا من النجاح والتقدم والتألق .
بقلم/ شاكر فريد حسن