فوز رئيس الوزراء الصهيوني ( نتنياهو) يحمل في طياته الكثير من النتائج الكارثية التي ستواجه الصهاينة في الأيام القادمة، هو ما جنته أيديهم بانتخاب ( نتنياهو) ، فهو لم يجلب الأمن والأمان للصهاينة بل إن فوزه جاء على الكوارث والدماء وجرائم العصر.
وقد أتم الطاغية ( نتنياهو) في الحكم مدة 13 عام منذ عام 1996م ، حيث حقق ( نتنياهو) فوزا متواصلا في الانتخابات الصهيونية لعشر سنوات في ظل فضائح واتهامات التي يواجها والملفات السوداء في حكمه..
إن سنوات الحكم التي قضاها ( نتنياهو) تؤكد على انتهاء عصر الزعامات التاريخية في الكيان، وتؤكد على قرب نهاية الكيان ، وسط تعاظم القوة العسكرية للكيان بالوقت نفسه تهاوي قدرات الجيش الصهيوني إلى القاع وانهزامهم نفسيا خاصة في القدرة على خوض حرب طويلة الأمد مع أقرب تحدي للكيان وهو قطاع غزة .
إن سنوات حكم ( نتنياهو) اتسمت بالخراب والدمار والجرائم الدموية المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني، كما اتسمت بزيادة مفرطة في بناء الكتل الاستيطان ومواصلة تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك .
إن طول مدة الحكم لـــ ( نتنياهو) تؤكد على حالة التطرف التي يحياها المجتمع الصهيوني ودعمه للحرب والجرائم بحق الشعب الفلسطيني، فإن قبل الانتخابات الصهيونية بأيام شن ( نتنياهو) عدد من الغارات على قطاع غزة لإرضاء جمهور الناخبين وإرضاء نزوات الصهاينة وحبهم للقتل والدماء ..
إن ( نتنياهو ) يفتخر دوما أمام المجتمع الصهيوني بالإنجازات التي حققها وأهمها التطبيع العلني مع عدد من الدول العربية، ونزع الاعتراف بأن القدس عاصمة للكيان، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والحصول على وعد أمريكي أن الجولان السوري المحتل هي ملك للكيان، أما قطاع غزة فهو يتعامل معه بسياسة العصا والجزرة ويعمل من أجل ضمان الهدوء على الحدود مع القطاع وتحقيق الرفاه والتنمية للمستوطنين في غلاف غزة، كما يتباهى ( نتنياهو) بعلاقاته الخارجية والإقليمية وسط حجم التهديدات والتغييرات التي شهدتها وتشهدها المنطقة، ومع حجم التدخلات الدولية والإقليمية التي توشك أن تغير وجه المنطقة وخريطة القوى الإقليمية والعظمى فيها.
ويعد الرئيس الأمريكي ( ترامب ) الداعم الأكبر لـــ ( نتنياهو) واستطع تقوية ( نتنياهو) ودعمه في الكثير من القضايا وقدم له الكثير من الإنجازات قبيل الانتخابات الصهيونية وهي ساعدت ( نتنياهو) على سلب عقول الصهاينة وتأييده في الانتخابات، وأبرز المنجزات الأمريكية الداعمة لــ ( نتنياهو ) تتمثل في نقل السفارة الأمريكية للقدس ودعوة كافة الدول الأوربية لنقل سفاراتها، ثم الضوء الأخضر الأمريكي لمواصلة بناء الكتل الاستيطانية ثم الدعم الأممي الأمريكي للكيان في المحافل الدولية، وكذلك الاعتراف الأمريكي بضم الكيان الإسرائيلي للجولان السوري المحتل منذ سنة 1967. ثم ما قدمه الروس لــ ( نتنياهو ) بتسليم رفات الجندي الصهيوني، الذي ظلت جثته مدفونة في سورية طوال الـ 37 سنة الماضية، كما أن الزيارات الخارجية لــ ( نتنياهو) قبل الانتخابات زادت من رصيده في الفوز في هذه الانتخابات المفصلية في الكيان هذه منجزات وغيرها كانت لها أهمية كبيرة للطاغية ( نتنياهو) وشكلت دعما كبيرا له في الانتخابات الصهيونية الأخيرة .
إن دعم المجتمع الصهيوني لــ ( نتنياهو) يؤكد على أن النوايا الخبيثة تجاه الفلسطينيين وتجاه الأرض الفلسطينية وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة والمضي قدما في مخططات الاستيطان وتهويد القدس والمسجد الأقصى وفرض المزيد من السياسات العقابية على أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، والاستمرار في سياسات تقسيم الضفة الغربية إلى ( كانتونات ) وإنهاء الحلم الفلسطيني بالتواصل الجغرافي بين غزة والضفة، بل إن نتنياهو سيعمل بما يمتلكه من ذكاء ودهاء سياسي على زيادة الحصار على الفلسطينيين وإنهاء قضية اللاجئين في المحافل الدولية وفرض قانون يهودية الدولة، والمضي قدما في تنفيذ صفقة القرن الأمريكية والمضي في مشروع القدس العاصمة الأبدية للكيان؛ هذه الأمور وغيرها سيعمل ( نتنياهو ) على تنفيذها على الأرض في الأيام القادمة من أجل تثبيت حكمه في الكيان إلى السنوات القادمة .
إلى الملتقى ،،
مقال/ غسان الشامي