نحو استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة صفقة ترامب ..

بقلم: سري القدوة

لقد شكلت التحديات الراهنة وما افرزته السياسية الامريكية من مراوغات ومؤامرات باتت تستهدف الكل العربي وفي مقدمتها القدس والجولان السورية وقضايا الامة العربية والقواسم القومية النضالية والمبادئ المشتركة حيث شكلت الاداة الامريكية محورا داعما للاحتلال الاسرائيلي وبات من الواضح ان الدعم الامريكي غير مسبوق لحكومة الاحتلال والسعى الي تكريس مشروع القطب العالمي الاوحد لأكبر نظام استعماري دولي وتمكينه وفرض سيطرته على النظام العالمي  والانقلاب على قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي  في ظل انعدام الأفق السياسي وفي ظل التعنت الإسرائيلي ايضا والتحيز الأميركي المطلق والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية العادلة والالتفاف على الشرعية الدولية والانحياز الكامل للاحتلال الاسرائيلي حيث تواصل الإدارة الأمريكية تبني أولويات وسياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف وتعميمها وتعمل على تعزيز وتصعيد انتهاكات الاحتلال لحقوق شعبنا عبر اتخاذها لقرارات وإجراءات معادية لحقوقنا المشروعة وهذا يتطلب موقفا عربيا وأوروبيا ودوليا موحدا لمواجهة تفرد ترمب وإدارته للقضايا الدولية وخاصة على الصعيد العربي ومن المؤكد هنا أن فريق ( ترمب ونتنياهو ) يعملون من اجل القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني برمته وأن الخطة الامريكية الاسرائيلية باتت تستهدف تقويض أية فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها .

‏اننا هنا وانطلاقا من قرارات جامعة الدول العربية ومواقف الاجماع العربي والفلسطيني والعمق الجماهيري الفلسطيني والعربي ومعنا كل الاحرار في العالم ومن منطلق محددات التوجه العربي والدعم الدولي للنضال الفلسطيني والموقف الراسخة لفلسطين والأردن فان الكل الوطني يتجه لرفض أي صفقة تتجاوز قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين هيا صفقة مرفوضة ولن تجد فلسطينيا او عربيا واحدا ممكن ان يتعاطى معها وسيكون مصيرها الفشل .

إن تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة يتطلب انهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتطبيق حق عودة اللاجئين وفقا لقرارات الشرعية الدولية .

إن هناك طريقين لتحقيق النصر الصمود في مواجهة الاحتلال وحساب تغير موازين القوى والزمان والمكان التي ستحدث توازن قوة وبالتالي تحقيق النصر والاستقلال لشعبنا وان القيادة الفلسطينية وشعبنا  لن يقبلوا أي حل ما لم يكن مطابقا للشرعية الدولية.

إن شعبنا الفلسطيني بكل اطيافه ومكوناته السياسية ومعه كل الامة العربية والأحرار والشرفاء في العالم يرفضون رفضا قاطعا ما يسمى «صفقة القرن»  التي تحضّرها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها في الاقليم وان ما يتم تحضيره لا علاقة له بالشعب الفلسطيني إجراءات الادارة الامريكية برئاسة ترمب الرامية اسفرت بشكل عملى على  تكريس الاحتلال وواقع الانقسام ومن الطبيعي ان يرفض شعبنا الفلسطيني هذه المؤامرة التي تحاك للنيل من صموده وإصراره على نيل حقوقه المشروعة ..

إن القيادة الفلسطينية  والشعب الفلسطيني يواجهون الان ازمة مالية خانقة ووضعا سياسيا صعبا ومتدهورا  نتيجة إجراءات الإدارة الأمريكية وسحب الدعم المالي للسلطة وإجراءات قرصنة الأموال الفلسطينية من عائدات الضرائب التي تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي  ..

مما لا شك فيه بان العمق العربي يلعب دورا كبيرا في مواجه صفقة القرن وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني حيث لا بد من العمل عربيا لتوحيد الجهود العربية حيث تأتي أهمية اجتماعات وزراء  الخارجية العرب لتفعيل شبكة الأمان إضافة إلى انعقاد مؤتمر لمانحي السلطة الفلسطينية لمواجهة الأزمة المالية التي تمر بها جراء الاجراءات الاسرائيلية وضرورة دعم الحكومة الفلسطينية التي تم تشكليها نهاية  الأسبوع  الماضي برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتيه من قبل الدول المانحة لمواجهة أزمة اقتطاع إسرائيل أموال المقاصة الفلسطينية والعمل من اجل وضع الخطط لمواجهة الأزمة المالية الفلسطينية في مواجهة الحرب المالية التي تشنها الإدارة الأمريكية وإسرائيل ورفع المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة ولوقف إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة .

ان مشاركة وحضور الرئيس  محمود عباس مؤتمر المانحين له اهمية كبرى في هذا الوقت من أجل الوقوف أمام مسؤولياتهم وحثهم الوفاء بالتعهدات  فيما يتعلق بشبكة الأمان العربية التي أقرتها جامعة الدول العربية لدعم السلطة الفلسطينية.

ان وفاء الدول العربية بالتزاماتها المالية تجاه دعم الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية وإلى دعم أطراف المجتمع الدولي لتغطية العجز الحاصل في الموازنة الفلسطينية وأيضا الي أهمية تفعيل الدور السياسي العربي من أجل مواجهة صفقة القرن الأمريكية وضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومواجهة خطورة الاستيطان وابتلاع الاراضي الفلسطينية وتجزئتها في الضفة الغربية  الذي يمنع الشعب الفلسطيني من التواصل بين المحافظات حيث عربدة الاحتلال وجبروته وعدوانه وحصاره لشعبنا الفلسطيني  ..

إن هذا الاحتلال الإسرائيلي الغاصب لأرضنا  لن يثني شعبنا عن مواصلة التمسك بأرضنا ومشروعنا الوطني حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..

اننا ندعو شعبنا والقيادة الفلسطينية الي توحيد الصف الوطني في موقف موحد قوي لا يلين ضد هذا الانقسام والظلام والاستبداد فلم يعد مجالا للمتاجرة بشعبنا الفلسطيني وأهلنا الصامدين الذين يتطلعون الى اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة..

وإننا ندعو كل الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف صارم بضرورة وقف التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي والتأكيد على اولوية القضية الفلسطينية وتفعيل شبكة الامان العربية لمواجهة الحصار الامريكي والإسرائيلي على السلطة الوطنية ودعم القيادة الفلسطينية في حراكها على الساحة الدولية ومقاطعة اسرائيل وإلى ضرورة الحفاظ على الإرث الحضاري والتاريخي للشعب الفلسـطيني من بطش التهويد الذي يمارس الاحتلال الإسرائيلي بحق مقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك .

نتمنى ان نخرج من نطاق الصمت وان يكون هناك عمل وطني كبير من توحيد الوطن تحت علم فلسطين علم واحد ومؤسسات واحدة وإنهاء سيطرة حماس علي قطاع غزة  .. حان الوقت لشعبنا ان يقول كلمته وان يرتفع صوته عاليا في عنان السماء .. حان الوقت لوضع النقاط وإنهاء الوضع القائم فى غزة ..

إن إنهاء الانقسام وآثار الانقلاب يعد  مصلحة وطنية عليا وأساس لمواجهة التحديات التي أمأمنا ومواجهة تطرف حكومة الاحتلال وفى مقدمة ذلك كله العمل على تمكين الحكومة الفلسطينية الجديدة بالعمل بغزة كما تعمل بالضفة الغربية من بسط سيادتها في قطاع غزة وإعطائها فرصة للعمل وحل أزمات غزة وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين فتح وحماس وخاصة اتفاق 2017 والذي هو أساس لإنهاء الانقسام من اجل بناء ووضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة صفقة ترامب والتوسع الاستعماري الاسرائيلي ..

بقلم/ سري القدوة

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

________

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]