الأسير محمد العرقان يصارع الموت بعد إصابته بورم حميد على الكبد (1959م- 2019م)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر, عزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على اخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين يواجهون الموت البطيء وجميعهم يعانون من ظروف صحية واعتقاليه بالغة السوء والصعوبة, ويعتبر من ابرز الأسرى الفلسطينيين المصابين بالسرطان وحالته الصحية حرجة للغاية نتيجة سياسة الإهمال الطبي واستهتار إدارة مصلحة السجون بحياته,
هو الأسير/ محمد نبيل عامر العرقان ابن الستين ربيعاً,عميد أحد عمداء الأسرى وعندما اعتقل كان عمرة 35 عاما ويعد من الأسرى القدامى في سجون الاحتلال والقابع حالياً في سجن ريمون الإسرائيلي ويعد من أخطر الحالات المرضية الصعبة الموجودة في سجون الاحتلال التي تستوجب علاجه والإفراج عنه لسوء وضعه الصحي المتفاقم، فهو يعاني من وجود ورم حميد على الكبد يرافقها إهمال طبي ومماطلة واضحة في تقديم العلاج اللازم من قبل إدارة معتقلات الاحتلال.
فإن حاله كحال كل الأسرى في سجون الاحتلال الذين يعانون الويلات من سياسات الإدارة العنصرية التي تتعمد علاجهم بالمسكنات دون القيام بتشخيص سليم لحالتهم ومعاناتهم المستمرة مع الأمراض لتركه فريسة للمرض يفتك بجسده, وقد أنهى عامه الرابع والعشرين خلف القضبان ودخل عامه الخامس والعشرين على التوالي في سجون الاحتلال وأمضى منها 24 عاماً منقلاً متنقلاً بين عيادات السجون والمستشفيات نتيجة وضعه الصحي الصعب...
الأسير المريض: محمد نبيل عامر العرقان" أبو فيصل"
تاريخ الميلاد: 28/4/1959.
مكان الإقامة : من مدينة الخليل منطقة الجلدة سابقاً وحالياً حارة الشيخ الملاصقة للبلدة القديمة في الخليل والتي كانت تسمى بـ(حارة القيادة)، كونها احتضنت العديد من خلايا المقاومة منذ عام 1936م،
الحالة الاجتماعية: متزوج ورب أسرة وله من الابناء إبنة اسمها جمانة وثلاث أولاد وهم- فيصل- حيان- فراس
تاريخ الاعتقال: 24/2/1995م
أصدرت بحقه محاكم الاحتلال: حكماً بالسجن المؤبد مرتين، وعشرين عاماً
التهمة الموجه إليه: الانتماء إلى مجموعة عسكرية تابعة لحركة فتح وتنفيذ العديد من العمليات النوعية التي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المستوطنين
المؤهل العلمي: تلقي دراسته حتى المرحلة الإعدادية في مدرسة الأمير محمد في مدينة الخليل وترك مقعده الدراسي وتوجه للعمل ليكون مشاركاً في إعالة أسرته وعمل في مجال البناء
مكان الاعتقال: ريمون
محطات مضيئة في حياة الأسير: محمد العرقان
كان الأسير البطل محمد العرقان يعيش هو وأسرته في الاردن وعاد الى أرض الوطن وسكن بالخليل في حارة الشيخ وانتقل بعدها الى الأردن ليجمع ما بين العمل في مجال التدفئة المركزية وتمديد المواسير والتدريب على الاعمال العسكرية ضمن نطاق م- ت- ف وعمل في مجال التدفئة المركزية...
وفي العام 1979 عندما كان عمره عشرين عاماً انضم إلى م- ت- ف ساعد في ذلك قرب أخيه الكبير من القادة العظام في منظمة التحرير الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات أبو عمار والشهيد خليل الوزير أبو جهاد في 1980م ..
اعتقل على يد قوات الاحتلال الصهيوني في عام 1987م
بدأ نشاطه النضالي بشكل مباشر في بداية التسعينات وبرز دوره في تركيب وصناعة العبوات الناسفة وقد برز دوره بعد أن تدرب على تركيب المواد الكيمياوية اللازمة لصنع العبوات الناسفة ومن أبرز العبوات واحدة وضعت في منطقة بيت عوا لاستهداف قوات الاحتلال الصهيوني في 1991م وعندما اكتشفت سلطات الاحتلال الصهيوني هذه العبوة ارادت تفكيكها أو إبطال مفعولها ولكن لصعوبة تركيب هذه العبوة حالت دون ذلك فانفجرت هذه العبوه في خبير المتفجرات الإسرائيلي واسفرت عن مصرعه..
نجا من محاولة اغتيال أثناء وجوده في منطقة بيت عوا في منزل صديقه عبد الكريم مسالمة وقد استشهد بعد قصف المنزل وقد تمكن البطل من الهروب رغم تعرضه للإصابة..
زار قطاع غزة عند عودة السلطة الوطنية الى أرض الوطن والتقى بالأخ القائد الشهيد ياسر عرفات أبو عمار
إجراء تعسفي وظالم/ أمعن الاحتلال الصهيوني في الانتقام من الأسير "عرقان" فرغم ظروفه الصحية السيئة يمنع ذويه من زيارته لأكثر من 10 سنوات، ولم يسمح سوى لزوجته المريضة أم فيصل بزيارته والتي لم تعد قادرة في الأشهر الأخيرة على المشي منذ سته شهور, لهذا لم تتمكن من زيارة زوجها, حيث كان الاحتلال يرفض السماح لنجله "فراس" بالزيارة بحجة "عدم القرابة، وأخيراً وبعد حرمان الابن فراس من زيارة والده 16عاماً سمحت إدارة السجن لنجله فراس من زيارة أبيه قبل حوالي سته شهور ومنعت في المقابل الابن حيان من زيارة والده تحت حجج وذرائع أمنية" كما ان الابن فيصل يزور والده كل ثلاثة شهور مرة واحدة, فإن مرارة الفقدان والحرمان لم يقتصر على حيان بل امتد ليطال شقيقته جومانة وهي تستذكر بالحسرة والالم يوم زفافها بعد ان حرمت من حضور ابيها المغيب قصراً, كما ان أم فيصل بصبرها نموذج للمرأة الفلسطينية بصبرها وتحملها المسؤولية ورعاية ابنائها لتلعب دور الأب والأم معاً في محاولتها سداً ولو جزءاً يسير
الحالة الصحية للأسير المريض: محمد العرقان
ان الأسير محمد العرقان" يعيش حياة صحية قاسية جداً في سجون الاحتلال منذ 17 عام، بينما تهمل إدارة السجون علاجه ولا تقدم له سوى المسكنات ويعاني من وجود ورم حميد على الكبد منذ سنوات ويسمى (همغوما)،ويسبب له آلاماً متقطعة شديدة، وآلام في الرأس، وفى الآونة الاخيرة اشتد عليه المرض بشكل كبير، وسط استهتار واضح من قبل الإدارة، حيث تماطل في اجراء عملية استئصال لهذا الورم مما يهدد حياته بالخطر بالرغم من إجراء الفحوصات له دون أي اهتمامٍ من إدارة السجون, وقد خضع الأسير العرقان لعملية جراحية تم فيها استئصال 7 سنتيمتر من الأمعاء قبل حوالي سته شهور دون الافصاح لذويه عن ما هي الأسباب التي أدت بهم لاستئصال أجزاء من الامعاء ,كما أنه أصيب خلال اعتقاله برصاصات أثناء مقاومته للاحتلال ويعاني من عدة أمراض ومشاكل صحية زادت من معاناته داخل الأسر..
كيفية عملية اعتقال الأسير البطل : محمد العرقان
في أواخر شهر رمضان يوم الجمعة اليتيمة عند الساعة الثانية ليلاً بتاريخ 24/2/1995م تم محاصرة المكان وتطويقه بالأليات العسكرية ومداهمة منزله الكائن في حارة الشيخ بالخليل وجرى اعتقاله واقتياده الى جهة غير معلومة وقد تعرض للتعذيب القاسي حيث مكث في اقبية التحقيق ثلاثة شهور وبعدها تم محاكمته وقد وجهت له المحكمة العسكرية تهمة الانتماء الى مجموعة عسكرية تابعة لحركة فتح وتنفيذ العديد من العمليات النوعية التي أدت الى مقتل واصابة عدد من المستوطنين وعملائه وقد ارتقى ثلاثة من أبناء مجموعته شهداء وهم الاسير المحرر شهيد الحركة الاسيرة / نعيم الشوامرة ونضال الفاخوري الذي اغتيل برصاص قناص اسرائيلي في انتفاضة الاقصى بعد تحرره من سجون الاحتلال وشكري الفاخوري الذي قضى نتيجة إصابته بمرض السرطان وأصدرت بحقه محاكم الاحتلال حكماً بالسجن المؤبد مرتين، أمضى منها 24 عاماً منقلاً بين السجون في ظل تراجع وضعه الصحي..
من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير/ محمد العرقان للإفراج عنه لتقديم العلاج اللازم له خارج السجون قبل أن يلتحق بكوكبة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في أي لحظة نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياته من قبل إدارة السجون ويرفض الاحتلال إطلاق سراحه ...
الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات
والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض السرطان وغيرها من الأمراض الفتاكة بالإنسان


بقلم : سامي إبراهيم فودة