الكثير من الامور السياسيه التي تحدث لا يتحدث عنها الزعماء والقاده تبقى سريه ..لكن اذا خرج قائد أي دوله مرافق للتوجه الجماهيري لديه يقود الجماهير ضد مشروع ما ..هنا بالذات تدرك أن تلك القياده أخذت على عاتقها أمر كبير جدا . من النوادر أن تخرج قياده تقود الجماهير في اجتماعات جماهيريه رافضه الامور السياسيه العالميه، متمترسه بين جماهيرها على قلب رجل واحد ليعلنوا رفضهم لمشروع يحمل في بذوره الشر للقضيه الفلسطينيه والمنطقه العربيه ..
ما قام به الملك عبدالله ملك الاردن لم يفعله أي قائد ولا زعيم . خرج على الاعلام في اكثر من حشد جماهيري يقود الجماهير داعي الى الوقوف ضد صفقة القرن . رساله مهمه من خلال ترأسه للحشود الاردنيه للعالم أننا لسنا فقط نتحدث بل سنكون مع شعبنا متحملين الصعاب في الدفاع عن القدس وفلسطين ولن نقبل الابتزاز من قبل البعض أن نتخلى عن المسؤوليه الدينيه والقوميه اتجاه المقدسات وفلسطين .. أول قائد عربي يقود الجماهير محذر الجميع أن القياده والشعب في خندق واحد مواجهين العالم، غير مبالين بالضغوطات التي تمارس على الاردن لتدميره اقتصاديا من أجل أن يقبل بما سيتم الطرح من صفقة القرن، ندخل اليوم في مرحلة جديدة تعيد النظر في التحالفات القديمة و تفتح الباب امام تفاهمات جديدة. فالاردن و بغض النظر عن علاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة لن يقبل بالسير في مشاريع تهدد وجوده،وتلغي مواقفه الثابته اتجاه القدس وفلسطين مهما كانت الاغراءات الاقتصادية،المنطقة تقف على مفترق طريق مصيري بالنسبة للقضية الفلسطينية، وقوف ترامب متحدث بإسم الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى نواياه الواضحة والصريحه لتصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يُطلق عليها "صفقة القرن". إدارة ترامب تتخذ خطوات لصالح الكيان الاسرائيلي فقط ، وتعمل على فرض رؤيتها لما يخدم المصالح الاسرائيليه وتفرض رؤيتها بما يتناسب مع مصالح الكيان وحكومته اليمينيه المتطرفه ، تلك الاداره غير مباليه في الطرف العربي أو الفلسطيني ، لا سيما قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة،وإعتبار القدس العاصمه الموحده للكيان لاغي بذلك حق الفلسطيني بها والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. الان الاداره الامريكيه المنحازه لاسرائيل تتحدث عن صفقة القرن . تلك الاداره تخفي الجانب السياسي من تلك الصفقه عن بعض الزعماء العرب بل المحاوله من تلك الاداره في التماهي في اخفاء الكثير من الامور وطرح فقط البعض من الجانب الاقتصادي من تلك الصفقه ، هذا الوضع اغضب الملك عبد الله ملك الاردن، الملك كان "متشائما" و"غير راض" عن عدم مكاشفته بالجزء الأهم من الخطة، وهو الجانب السياسي . لهذاعلينا ان ندرك أي خطة سلام تحت أي مسميات مثل صفقة القرن كما تسميها الاداره الامريكيه بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستؤثر أيضا على الأردن، المتاخم للضفة الغربية، ويعيش فيه غالبية من السكان الفلسطينيين، وله وضع خاص في الأماكن المقدسة بالقدس، لهذا خرج العاهل الاردني ليصرح بكل وضوح "أنا كهاشمي كيف أتراجع عن القدس المحتلة؟! مستحيل. خط أحمر. كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين" . وشدد العاهل الأردني، الملك عبد االله الثاني، على أن الأردن لن يقبل بأن يمارس عليه أي ضغط بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية والقدس والاجئين. ندرك أن الضغوطات المفروضة على الأردن من دول عربية ودولية، والمتمثّلة بالوضع الاقتصادي نتيجة للموقف الأردني من القضية الفلسطينية، باتت مكشوفة ومعلومة لدى الجميع.ويكشف عن "وجود ضغوطات على الأردن . موقف الاردن قياده وشعب كان واضح للجميع انهم ضد صفقة القرن وأنهم مع القدس وفلسطين مواقفهم ثابته وانهم مستعدين لتقديم الغالي والنفيس من أجل فلسطين والقدس، في تغريدة ذات دلالة واضحة، كتب الملك عبد الله الثاني، عبر "تويتر": "نستذكر شهداء جيشنا العربي في معركة الكرامة الخالدة".وقال العاهل الأردني:" نستذكر بفخر شهداء جيشنا العربي المصطفوي، الذين قدموا حياتهم فداء للوطن وقضایا الأمة، وفي مقدمتها تضحياتهم على ثرى فلسطين الطهور وأسوار القدس الشریف، وإن معركة الكرامة الخالدة هي شاهد حي على هذه التضحيات في سبيل العزة والمجد"..انتهى نقل التغريده. إننا كفلسطينيين وشعوب عربيه ندرك ونشاهد ما يتعرض له الاردن وقيادته بسبب مواقفهم الشجاعه اتجاه قضايا الامه وفلسطين، الهاشميين والشعب الاردني العظيم الثابتين على العهد المدافعين عن قضايا الامه وفلسطين نثق بهم ونقف خلف قيادتهم، لا نتأخر أبداً، مساندين للاردن وقيادته الهاشميه في جميع مواقفهم المشرفه، التي ستكتب بأحرف من نور في تاريخ أمجاد هذه الامه .تحيه للاردن العظيم شعب وقياده هاشميه ..
بقلم/ نائل ابو مروان