أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، مساء اليوم، أن الجمعة المقبلة الـ 58 من الفعاليات على حدود قطاع غزة ستحمل عنوان جمعة "موحدون في مواجهة صفقة ترامب".
وفي بيان صحفي صدر عنها بختام فعاليات الجمعة الـ 57 من مسيرات العودة وكسر الحصار والتي حملت عنوان جمعة "الجولان عربية سورية" دعت الهيئة جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في الجمعة القادمة بعنوان "موحدون في مواجهة صفقة ترامب".
كما دعت الهيئة جماهير الضفة وغزة والأرض المحتلة عام 48 والشتات وكل أحرار العالم للاستعداد للزحف الهائل نحو الحدود إحياء لذكرى النكبة، وذلك يوم الأربعاء القادم الخامس عشر من مايو الجاري "ليكون يوما عظيما من أيام شعبنا الخالدة. "
نص البيان:
بيان صادر عن الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار
في ختام فعاليات جمعة "الجولان عربية سورية"
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الوفي، ها أنتم اليوم قد جسدتم بالدماء النازفة من جراحاتكم، رغم الحصار ورغم العدوان والخذلان جسدتم وفاءً منقطع النظير لأمتكم العربية، فكانت الحقوق العربية على رأس أجندة ثورتكم الشعبية، وصرختم بأعلى صوتكم وبأغلى دمائكم: لا لضم الجولان، فلا الجولان لهم، ولا يستحقون على عدوانهم واغتصابهم الأرض والمقدسات سوى المواجهة والعزل والفضح أمام العالم المخدوع بهم.
وإذا كانت الأمة العربية اليوم ممزقة جسدياً ومعنوياً وسياسياً لا تستطيع جمع شملها، ولا تستطيع استثمار طاقاتها، فإن الدم النازف من جراحات غزة، ومن بطولات الاستشهاديين في الضفة والقدس ومن صمود أهلنا في المخيمات كفيل أن يبث الروح المعنوية من جديد، وأن يضع قطار الأمة على السكة الصحيحة التي لا بد له أن يسير عليها، وهي السكة المتجهة إلى فلسطين والعيون التي ترنو إلى تحرير المسجد الأقصى و عودة الحق العربي المسلوب إلى أهله، لا يربطها بالعدو الصهيوني الا قانون العداء والمواجهة، فلا تطبيع، ولا مهادنة لهذا العدو المغتصب لأرضنا وثرواتنا ومقدساتنا.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل
تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها المجرمة أن تعيد إثارة النعرات الاستعمارية المعادية للحق العربي، وتستطيع أن تتخذ القرارات الغادرة ضد شعبنا وأمتنا، وأن تجامل المحتل الصهيوني كيفما تشاء، لكنها لا تستطيع أن تزور تاريخاً طويلاً ناصعاً، ولن تستطيع أن تسطو على الوجدان العربي الفلسطيني أو أن تنتزع منه ايمانه بعدالة قضيته، وبحقه على كامل ترابه وثرواته، فالجولان سورية عربية وفلسطين عربية ومزارع شبعا عربية ، ولن تقوم للعدو قائمة على أرضنا، وهذا ما تكتبونه اليوم بدمائكم والمسيرة التي تسيج الحقوق وتصونها بالدماء.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل
لقد وقفتم وحدكم هنا في غزة على مدار العام الماضي وحتى اليوم، ولم تتحرك الشعوب من حولكم معكم كما توقعتم، لذا نهيب بجماهير أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج للتحرك لنجدة وإسناد ودعم صمود شعبنا وإسقاط صفقة القرن و كل المطبعين والمرتجفين من الملوك والأمراء الذين خذلوا امتنا وقضية العرب المركزية فلسطين إن حمىّ التطبيع المشبوه الذي تلبس بعض الزعماء الصغار في تفكيرهم الذين مارسوا الجهل من أوسع أبوابه، وفقدوا الذاكرة وساقتهم الأوهام إلى دروب الخنوع، وانحدرت أحلامهم إلى درك السفاهة، بحيث لم يفهموا أن صفقة القرن القادمة ستجتاح ديارهم وتنخز كراسي عروشهم، وتدخلهم محرقة الندم التي لا يستطيعون فيها التملص من الوجع الرهيب، وجو الذل والمهانة الذي أصاب ملوك الطوائف من قبل وأودى بأملاك الأمة وبوجودها بعد عزٍ وحضارة ملأ صداها الكون كله.
يا جماهير شعبنا
صفقة ترامب قادمة، بل وقائمة، ومن لا يرى خطرها الكبير إما جاهل وإما أعمى بصيرة وإما ضالع في فصولها، ومن فصولها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومن فصولها تقليص خدمات الأونروا، ومن فصولها ضم الجولان السوري العربي، وكذلك من فصولها القادمة السطو على ما تبقى من الضفة الغربية، والضغط والحصار على غزة، ولعل الفصل الأخطر منها تمزيق وحدة شعبنا وسرقة مفاتيح الوحدة الوطنية والانغماس في وحل التنسيق الأمني مع المحتل، وتسفيه المقاومة وتجفيف منابعها وتشويه أهدافها، ولكن بوعيكم نمضي وبالإيمان ننطلق أقوياء وبسواعد الرجال والنساء نذلل الصعاب، وبالأكف الشريفة المضرجة بالدماء سنظل نطرق باب الحرية الحمراء إلى أن يُفتح، ولن نملّ أبداً أن نطرق باب العروبة وباب الأحرار حتى يقفوا إلى جانبنا، ويساندوا ثورتنا ويحبطوا كل المخططات الرامية لتصفية قضيتنا الفلسطينية وقضايانا العربية العادلة.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الوفي الأصيل
وفي ختام هذه الجمعة المباركة جمعة "الجولان عربية سورية" وبعد انقضاء هذا الشوط من أشواط النضال من أجل الحق العربي فإننا نؤكد على ما يلي:
أولاً: سيظل الوجدان الفلسطيني الشريف بيت كل القضايا العربية الشريفة، يرقص طرباً لانتصار العروبة ويرتعد عضبا لما يصيب الأمة من وجع، ويحرك طاقات شعبنا للثورة من أجل صدّ المحتل وستظل الجولان منحوتة في زواياه عربية سورية.
ثانياً: قد نكون على أبواب الاعلان عن خطة ترامب المسماة صفقة القرن، أو ربما نشهد فصلاً من فصولها، ولكن المسيرات التي انطلقت في الاساس غضباً ضد هذه الصفقة ستتواصل حتى تسقطها، وحتى يعلم ترامب وغيره أن قراراته ليست قدراً على شعب شجاع مؤمن بحقوقه مستعد للتضحية من أجلها إلى أبعد مدىً وبكل الطرق، وستظل الوحدة عنوان النجاح في استمرارية النضال.
ثالثاً: نؤكد على ضرورة شطب اتفاقية أوسلو من قاموسنا السياسي واستدراك الأمر قبل فوات الأوان، فلا اتفاقية باريس الظالمة قدر على شعبنا الأصيل، ولا التنسيق الأمني الذي رفضه الشعب ورفضته قرارات المجلس المركزي الفلسطيني نفسه عام 2015م قدر علينا، ولا معنى للانتظار حتى تكتمل مراسيم المقصلة، بل علينا أن نفكك أركان هذه المقصلة باحترام دماء شهدائنا وعذابات جرحانا وأسرانا وبوحدة شعبنا وأمتنا في مواجهة أخطار المرحلة.
رابعاً: نؤكد على الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم بأن الظلم لا دين له و لا وطن له وأن الذي يظلم الشعب الفلسطيني سيجتاح بظلمه وارهابه كل حر شريف على هذه الأرض، وأن الوقوف صامتين متفرجين على نزف شرايين أطفالنا هو جريمة بحق المتفرجين ضد أنفسهم، لان الخطر الداهم على الامة العربية وثرواتها قادم لا محالة، فصونوا أنفسكم ومصائركم ودياركم قبل فوات الأوان وثوروا معنا على ظلم الصهاينة والأمريكان.
خامساً: نهنئ جماهير شعبنا وامتنا العربية والاسلامية بحلول شهر رمضان المبارك شهر الانتصارات والتضحية والفداء ،شهر التراحم والعطاء والتكافل ونهيب بجماهير شعبنا الباسلة شد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك.
سادسا:في الوقت الذي نقدم التحية إلى الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في هذه المسيرة المباركة والى الجرحى فإننا نعلن عن مواصلة هذا الدرب من الكفاح غير ابهين بالتهديدات ولا مستسلمين أمام المؤامرات ولا يضرنا من خذلنا ولا من خالفنا طالما كنا على الحق وسنواصل المسيرة الجمعة القادمة تحت شعار "موحدون في مواجهة الصفقة"
معلنين الاستنفار لما بعد ذلك في مواجهة الهجمة الرعناء.
كما وندعو جماهير شعبنا الثائرة في الضفة وغزة والأرض المحتلة عام 48 والشتات وكل أحرار العالم للاستعداد للزحف الهائل نحو الحدود إحياء لذكرى النكبة وذلك يوم الأربعاء الخامس عشر من مايو الجاري ليكون يوما عظيما من أيام شعبنا الخالدة.
ستظل فلسطين كل فلسطين عربية اصيلة ولا مكان للاحتلال على أرضنا ولا في وجداننا. وستظل الجولان عربية سورية شاء ترامب أم أبى وسيظل قراره حبراً في الهواء.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والشفاء
العاجل للجرحى الأبطال
والحرية للأسرى والمسرى
الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار -فلسطين
الجمعة 3/5/2019