ثمة ما هو مهم ذكره وعندما تكون النظرة للقضة الفلسطينية والشعب الفلسطيني هي قضية امنية في وجهة نظر الانظمة العربية وغير العربية ليس مهما ً ان نتحدث عن الديموقراطية واساليبها وميكانزمات عملها ، فكل شيء يخص الشعب الفلسطيني عندما ترتبط نظرية الامن مع نظرية الحالة الانسانية وهنا قد تغيب بديهيات يجب ان تتوفر في مواصفات الحاكم او القائد وهذه هي الحالة التي يواجهها الشعب الفلسطيني منذ النكبة وان تغيرت الوجوه وتغيرت الانظمة.
لا نريد هنا ان ننبش في التاريخ بالقدر الذي قد نقف فيه على الحاضر ، اتى الرئيس بانتخابات في ظل حكم ذاتي محدود جدا ً قسم الشعب الفلسطيني الى ( كردنته ) اي نسبة لواقع الاكراد في العالم فاصبح ينسب فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الخارج الذين ينسبون الى الدول المقيمين فيها او على اراضيها ، لا نريد هنا ان ندخل في تعقيدات هذه المشكلة سياسياً ووطنيا ً ومن هو المسؤول ! ومن هو الذي يمثل الشعب الفلسطيني وكيف فشل في توحيد الثقافة الفلسطينية وتوحيد عملها وبرنامجها ، المهم هنا ان الرئيس انتهت ولايته منذ تسع سنوات ومازال الرئيس على راس السلطة وعلى راس منظمة التحرير وعلى راس حركة فتح ، مجرد ما انتهت فترة رئاسة الرئيس بكل هذه المسميات هرع الى الجامعة العربية لكي يعطوه شرعية الاستئناف والبقاء ، وبالتالي شرعية محمود عباس شرعية مضروبة وطنيا ومقرة اقليميا ودوليا بما فيها الجانب الاسرائيلي ، لكن ايضا ً من اعطى الشرعية لهذا الرئيس عليه ان يتحمل مسؤولية تصرفاته ! اذا كانت قضية فلسطين والشعب الفلسطيني تهم الانظمة العربية وكما يقال انها قضية العرب الاولى .
لا نريد ايضا هنا ان نتحدث عن ماساة البرنامج السياسي الفلسطيني الذي يقوده الرئيس عباس ولا نريد ان نتحدث عن انهيار البرنامج الوطني ، ولا نريد ان نتحدث عن التزامات هذا الرئيس لدى الجانب الاسرائيلي بتدمير الحركة الوطنية الفلسطينية والفصائل وكما فخامته اوضح بانه يحارب الارهاب ! ويحارب الميليشيات على حد قوله !
اما المشكلة تصل الى جانب تهديد السلم الاهلي والاجتماعي واحداث تهتك في البنية المجتمعية للشعب الفلسطيني فهذا السلوك اخطر بكثير من كل ما مارسته تلك القيادة من اهدار للحق الوطني والمطالب الوطنية لانها تستهدف البنية الاساسية للازمة والمشكلة وهو الانسان الفلسطيني والاسرة الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني ، حتى فلسطينية الداخل فلقد قسموا الى عرب 48 و فلسطينيي الضفة وفلسطينيي غزة ، قد تجد الحال في كثير من النظام الاساسي الفلسطيني وفي القانون الفلسطيني الوظيفي والمدني يطبق في الضفة ولا يطبق في غزة ، ألتوظيف يتم في الضفة اما في غزة فهي حالات انتقائية لاعداد لا تتجاوز اصابع اليد وهم محسوبين على هذا او ذاك في الرئاسة والمتنفذين في حركة فتح ، المهم ايضا ً ان هذا الرئيس اللا شرعي وطنيا ً واللا شرعي حركيا واللا شرعي تاريخيا ً اذا ما نسبنا هذه المفاهيم الى انطلاقة حركة فتح والنظام الداخلي لها ولاهدافها ومبادئها ومنطلقاتها فهو خارج الحدث وخارج القرار الى ان اصبح رئيسا على فراغ حركي يقود منشيت طويل يحمل اسم حركة فتح خالي المضمون وخالي البرنامج الذي عاهد الجميع الله على تنفيذه .
من اعطى الشرعية للرئيس عباس عليه ان يتحمل مسؤولية اعدام مجتمع في غزة تحت هذا المبرر او ذاك ، في حين ان اجراءات عباس لم تصيب حركة حماس بشكل مباشر وبشكل قليل غير مباشر بل استهدفت البنية الوطنية والتنظيمية لحركة فتح التي يقال انه ينتسب لها ورئيسها فهي طالت موظفي حركة فتح وعناصرها وكوادرها ، ربما هناك تفسير امني لكل قرارت عباس تجاه ابناء حركة فتح من غزة وانا على يقين ان فتح بدون غزة لن تكون هي فتح وهو يعرف هذه الحقيقة وبالتالي كان التدمير مطلوبا ً لحركة فتح في غزة قيادة وكوادر وموظفين ، واذا ما استرسلنا ان قطع الرواتب طال مستقلين ومن الفصائل الاخرى اي بالارهاب المالي والارهاب بوسائل العيش الكريم للمواطن .
من اعطى الشرعية لهذا الرئيس عليه ان يتحمل المسؤولية الانسانية والاخلاقية تجاه ممارساته الغير بريئة تحت هذه الحجة او هذا المبرر او ذاك او هذا التعليل ! فالامور واضحة جدا ً هو احداث انهيار في الحركة الوطنية وعلى راسها حركة فتح والذي كان نتاجه تراكميا هو تطبيق صفقة القرن التي قال عنها انها قد طبقت في مجمل قضاياها وعناصرها ، ليس موثوقا ً فيما يقول هذا الرئيس انه ضد صفقة القرن ولكي يكون صادقا ً ماذا فعل على الارض، اليس هو من سوى الطريق في الضفة الغربية تجاه هذه القرارات المؤلمة للشعب الفلسطيني من استيطان واختراق ثقافي للمواطن الفلسطيني بمفاهيم التعايش مع المستوطنين ومع الواقع ؟ اليس هو من سوى الطريق في خزعبلات ومصطلات ا انزل بها من سلطان مثل المقاومة الذكية الذي اطلقها رئيس وزرائه الحالي شتية ؟ والذي استمر على سياسة حمد الله في قطع الرواتب ؟ ، عندما قلنا ان هذا نهج مع تغيير الوجوه ليس هناك من الميكانزمات والمساحات لتتغير النظرة تجاه غزة او تجاه الضفة الغربية او النظرة للكل الفلسطيني .
على من اعطى الشرعية لمحمود عباس عليه ان يمارس الضغوط بل التلويح بالتهديد له ولمصالحه ومصالح ابنائه وشركاتهم وبطانته التي تستثمر سواء في عمان او في مصر او في دول الخليج عليهم ان ينقذوا الشعب الفلسطيني ممن اعطوه الشرعية ليمارس التنكيل بالشعب الفلسطيني ، هذا القبضاي التي اتت به الانظمة العربية ليقود الشعب الفلسطيني هل انتم مبسوطين ياعرب على هذا السلوك الشائن تجاه موظفين مدنيين يكفل حقوقهم القانون والنصوص السماوية والوثائق الاجتماعية والانسانية ؟!
على تلك الدول التي لا يستطيع عباس مواجهتها لما ترتبط اعماله واعمال ابنائه والمتنفذين في السلطة على اراضيهم فهذا الرجل لا يعرف الا مصالحه وجير كل معطيات القضية الفلسطينية ومكتسباتها لمصالح فئة فقط كورق الكوتشينه ! تستبدل من مكان الى مكان اخر ، اليست هي المؤسسات العربية ومراكز الدراسات التي طعنت في نزاهة تلك السلطة بما اختزلته من اموال وعقارات واراضي وشركات واستثمارات على حساب الشعب الفلسطيني ؟ اليس العرب من وصلتهم التقارير الدولية النزيهة والصندوق الدولي وغيره عن ممارسات تلك السلطة ورئيسها من اهدار وسرقة المال العام والتي تقدر بعشرات المليارات اين ذهبت تلك الاموال يا من اعطيتم الشرعية هذا الرجل الذي دمر ما دمره في حياتنا الفلسطينية ، كيف نفهم هذا السلوك فعليكم بواجباتكم تجاه اخوتكم الفلسطينيين من هذا الرجل المدمر .
بقلم / سميح خلف