صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من استهدافها للمدنيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة للجمعة الـ(57) على التوالي، وأدى استخدام القوة المفرطة والمميتة في معرض تعاملها مع المشاركين في تلك المسيرات، إلى استشهاد مواطن، وإصابة (116) آخرين، من بينهم (39) طفلاً، و(4) نساء، و(4) مسعفين، وصحافي، ومن بين المصابين (35) أصيبوا بالرصاص الحي، و(32) أصيبوا بقنابل الغاز بشكل مباشر، ومصابين اثنين وصفت المصادر الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية جراحهما بالخطرة.
وفي حادث آخر قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أحد مواقع فصائل المقاومة في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين، وإصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة.حسب ما أفاد تقرير صدر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند السياج الشرقي الفاصل لمحافظات قطاع غزة، أطلقت عند حوالي الساعة 16:00 من مساء اليوم الجمعة الموافق 3/5/2019، الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المشاركين في مسيرات العودة على طول السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، واستهدفت الطواقم الطبية والصحافيين، ما تسبب في استشهاد المواطن رائد خليل محمود أبو طير (19 عاماً)، من سكان مدينة خان يونس، حيث أصيب عند حوالي الساعة 18:40 من مساء اليوم بعيار ناري في البطن أطلقه عليه جنود الاحتلال أثناء مشاركته في مسيرات العودة شرق محافظة خان يونس، لينقل إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج، وهناك أعلن عند حوالي الساعة 20:30 من مساء اليوم نفسه عن استشهاده متأثراً بجراحه التي أصيب بها.
تجدر الإشارة إلى أن أبو طير مصاب ويسير على عكازين لحظة استهدافه، حيث كان قد أصيب بعيار ناري في الحوض أطلقه عليه جنود الاحتلال خلال مشاركته في مسيرات العودة شرقي خان يونس في الجمعة الماضية بتاريخ 26/4/2019.
وفي حادث آخر، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين عند حوالي الساعة 19:15 مساء اليوم نفسه، موقع يتبع لأحد فصائل المقاومة في مخيم المغازي في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد مواطنين هما: عبدالله ابراهيم محمود أبو ملوح (33 عاماً)، من سكان مخيم النصيرات، وعلاء علي حسن البوبلي (٢٩ عاماً)، من سكان مخيم المغازي، كما أصيب اثنين آخرين، وصفت المصادر الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية جراحهما بالخطيرة.
وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى وقت إصدار البيان، (284) شهيد، من بينهم (12) شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثثهم، منهم (4) أطفال، ومن بينهم (204) قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (44) طفلاً، وسيدتين، و(8) من ذوي الإعاقة، و(3) مسعفين، وصحافيين اثنين. كما أصيب (16429)، من بينهم (3715) طفلاً، و(744) سيدة، و(194) مسعفاً، و(165) صحافياً، ومن بين المصابين (8373) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (1627) طفلاً، و(160) سيدة.
هذا وواصلت قوات الاحتلال استهداف أفراد الطواقم الطبية، حيث أصيب المسعف المتطوع لدى وزارة الصحة الفلسطينية خضر عادل خضر ميط (28 عاماً)، أثناء عمله في نقل المصابين شرق المحافظة الوسطى. والمسعف المتطوع محمد جمال عيسى الأزبط (27 عاماً)، بقنبلة غاز في الرأس، أثناء عمله في نقل المصابين شرق محافظة غزة. والمسعفة المتطوعة لدى وزارة الصحة الفلسطينية سارة يونس سالم عسلية (24 عاماً)، بعيار معدني مغلف بالمطاط في الساق اليسرى، والمسعف المتطوع لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني محمد صبحي سلامة الجديلي (35 عاماً)، بعيار معدني مغلف بالمطاط في الأنف، وذلك أثناء عملهما في نقل المصابين شرق محافظة شمال غزة.
وفي سياق الاستهداف المنظم للصحافيين والعاملين في حقل الإعلام، أصيب مصور ومراسل التلفزيون العربي الصحافي عماد جابر سلامة بدوان (35 عاماً)، بعيار معدني مغلف بالمطاط في الرأس، أثناء عمله في تغطية فعاليات مسيرة العودة شرق محافظة غزة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان استنكر وبشدة انتهاكات قوات الاحتلال ولا سيما عمليات القصف التي خلفت شهداء وجرحى، وروعت المدنيين، معربا عن خشيته في الوقت ذاته من أن تكون تلك الاعتداءات مقدمة لعدوان أوسع قد تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة.
كما ياستنكر المركز مواصلة قوات الاحتلال استهدافها للمدنيين العزل المشاركين في المسيرات السلمية، واستخدام القوة المفرطة والمميتة في التعامل مع احتجاجاتهم السلمية، ولا سيما الأطفال والنساء، وذوي الإعاقة، وتكرار استهداف العاملين في الطواقم الطبية والصحافيين.
ورأى المركز بأن حادثة استهداف أبو طير بالقتل وهو يسير على عكازين، يبرهن أن قوات الاحتلال تتعمد ايقاع الأذى في صفوف المدنيين دون اكتراث بقواعد القانون الدولي ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وكرر المركز مطالبته المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيدة فاتو بنسودا، استنادً لميثاق روما، ووفقاً للمعلومات الكافية المتوفرة حول الانتهاكات الجسيمة والمنظمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لقواعد القانون الدولي، لا سيما تقرير لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول مسيرات العودة، بالشروع في التحقيق في حالات القتل واستهداف المدنيين، وتقديم كل من يشتبه في ارتكابه انتهاكات جسيمة للمساءلة.
كما جدد المركز دعواته المتكررة للمجتمع الدولي للانتقال من مربع الإدانة، إلى التدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحماية المدنيين، وضمان احترام قواعد القانون الدولي، والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره