مركز حقوقي: استشهاد مواطنة حامل وطفلة رضيعة من عائلة واحدة واستهداف بنايات سكنية ..والعدوان متواصل

صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها على قطاع غزة، وقتلت أمّا حاملا في شهرها الخامس، وطفلة رضيعة من عائلتها، في سلسلة قصف جوي ومدفعي مكثف على أرجاء متفرقة من القطاع، في حين باشرت استهداف بنايات سكنية وسط أحياء مكتظة في تصعيد خطير ينذر بسقوط المزيد من الضحايا.حسبما رصد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان

وجاءت هذه الموجة من التصعيد بعد يومٍ دامٍ، قتلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، أربعة فلسطينيين، منهم مدنيان أحدهما من ذوي الإعاقة استهدفتهما بالرصاص الحي خلال مشاركتهما في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق خانيونس، ومخيم البريج، واثنان آخران من أفراد المقاومة بعد غارة جوية استهدفت موقعا شرق مخيم المغازي، بعد قليل من إعلان جيش الاحتلال إصابة جنديين إسرائيليين بجروح في إطلاق نار فلسطيني شرق البريج.

ووفق توثيق باحثي المركز، فقد بدأ القصف الإسرائيلي الساعة 9:45 صباح يوم السبت الموافق 4/5/2019، بغارة على شارع زمو في بيت حانون، شمال قطاع غزة، بذريعة الرد على إطلاق صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط على منطقة مفتوحة على تجمع "شعار هنيغف" الإسرائيلي المحاذي لقطاع غزة.

ومن ثم استمرت عمليات القصف الإسرائيلي عبر الطائرات والمدفعية على امتداد القطاع. ووفق توثيق باحثي المركز الحقوقي، فقد أطلقت قوات الاحتلال حتى الساعة 9:30 مساء اليوم (لحظة إعداد البيان) 50 قذيفة مدفعية، و78 صاروخا من الطائرات، على 76 موقعا، منها بنايتان سكنيتان و11 قطعة أرض زراعية، والبقية مواقع ومراصد تتبع المقاومة ومحيطها، وبعض هذه الأهداف تعرض للقصف أكثر من مرة.

أخطر هذه الغارات وقعت في حوالي الساعة 5:55 مساء اليوم بعدما قصفت طائرة مسيرة بصاروخ واحد أرضا زراعية ملاصقة لمنزل المواطن محمود حمدان أبو عرار بالتزامن مع تناول أسرته للطعام في الأرض الملاصقة لمنزلهم. أسفر ذلك عن استشهاد كل من: طفلته الرضيعة صبا محمود حمدان ابو عرار (14شهرا) بعد إصابتها بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم، وزوجة شقيقه المواطنة فلسطين صالح أبو عرار، 37 عاما، وهي حامل بالشهر الخامس، حيث قتل جنينها أيضا. وأصيبت جدة الطفلة معزوزة محمد أبو عرار (72 عاما) والطفل حسام عدنان ابو عرار (عامان) بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم.

كما أسفرت الغارات، عن استشهاد مواطن من أفراد المقاومة شمال قطاع غزة، وإصابة 12 مواطنا آخرين منهم امرأة بجراح مختلفة.

وبالتزامن مع إعداد هذا التقرير دمرت طائرات الاحتلال بنايتين تضمان شققا سكنية ومكاتب متعددة منها مكاتب إعلامية في حي الرمال بغزة ما أدى إلى تدميرهما بالكامل وتشريد المقيمين فيها.كما ذكر المركز

وفضلا عن الدمار الذي نجم عن القصف الإسرائيلي في المواقع المستهدفة والأضرار التي ألحقها بالمنازل والمنشآت المجاورة فإن دوي الانفجارات الناجمة عن القصف تسبب ببث موجة من الهلع في صفوف عموم السكان لا سيما لدى النساء والأطفال، ذكرتهم بالتجارب القاسية لثلاثة حروب تعرضوا لها خلال أعوام 2008-2009، و2012، و2014.

وأضاف المركز الحقوقي "خلال إعداد هذا البيان، تواصلت عمليات القصف والغارات الإسرائيلية، مستهدفة ضمن ذلك بنايات سكنية وسط احياء مكتظة مسببة المزيد من الضحايا والدمار، وهو أمر يتابعه فريق المركز ضمن استمرار عمله في توثيق والتحقيق في ملابسات هذه الجرائم."

وفي تكريس لسياسة العقاب الجماعي، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبري كرم أبو سالم، شرق رفح، وهو المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة وبيت حانون المخصص للأفراد شمال القطاع. كما أعلنت عن إغلاق البحر بشكل كامل، ومنعت عمل الصيادين، اعتبارا من الساعة 4:30 مساء اليوم، لتحرم آلاف الصيادين من لقمة عيشهم.

وأمام استمرار العدوان، ومؤشرات تصاعده حذر المركز الفلسطيني بأن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن، منبها إلى أن القصف المتلاحق حوّل أكثر من مليوني فلسطيني رهائن للعدوان والخوف والقلق، فضلا عن الاستهداف المباشر.

وأدان المركز استمرار موجة التصعيد ويخشى من احتمالات تصاعدها، مؤكدا ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي في شن هجمات محددة على مناطق سكانية مأهولة واستخدام الأسلحة على قاعدة الانتقام الجماعي يشكل مخالفات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، ترقى إلى جرائم حرب.

ونبه المركز أن عدم التزام إسرائيل بالتفاهمات الأخيرة التي أعلن عنها نهاية مارس الماضي وتنصله من الوفاء بالتزاماته فيها، واستمراره في التصعيد العسكري وتشديد الحصار، من شأنه مفاقمة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة مع استمرار آثار ثلاثة حروب مدمرة وحصار خانق منذ 13 عاما.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -