ماهي حدود التصعيد الأمريكي مع ايران ؟!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

بعد سلسلة الاجراءات الامريكية العقابية التي فرضتها ادارة الرئيس دونالد ترامب على ايران بعد ان اعلن ترامب قبل عام من الآن ان الاتفاق النووي الايراني 5+1 والموقع في العام 2015م كان غير مناسب ولا يكفل الحيلولة دون تحول ايران الى دولة نووية ... ولا يحول دون تهديدها (للمستعمرة الاسرائيلية) ... ولدول الجوار وخصوصا منها دول الخليج العربي ...!

وبناء عليه فقد طالب في حينها بإجراء سلسلة تعديلات جوهرية على الإتفاق وحيث قوبل طلبه بالرفض من ايران ثم من الدول الأخرى الموقعة عليه وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا....

وعلى اثر ذلك اعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 8/5/2018م وبدأ بسلسلة قرارات و اجراءات عقابية اقتصادية ضد ايران من طرف واحد كان آخرها يوم 8/5/2019 والذي يفرض بموجبة جملة من العقوبات الجديدة والتي تصيب الاقتصاد الايراني في مقتل ...!

وتواكب مع هذا الإجراء الأخير تصعيد ووعيد يحمل مؤشرات قوية على استخدام القوة العسكرية الامريكية في وجه ايران ردا على تهديداتها العسكرية للوجود العسكري الامريكي في المنطقة وتهديها لأمن واستقرار الدول الحليفة لها ما ينذر بإندلاع حرب مباشرة بين الطرفين فقد اعلنت قيادة الجيش الأميركي .... أنها اصدرت أوامر بإرسال قوة نارية جبارة إلى الشرق الأوسط في رسالة تحذيرية حازمة لطهران .... بينما تحركت حاملة الطائرات "يو إس إس إبراهام لنكولن" ومجموعتها الهجومية إلى المنطقة ..

وهناك ترقب دولي وإقليمي لمتابعة تسارع الأحداث في ظل استمرار رسائل التهديد والوعيد المتبادلة بين الطرفين ..

وقد نفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي وجود أي تنسيق عسكري بين العراق وإيران حول تحرك الأخيرة ضد القوات الأمريكية في العراق .....!!!

فالسؤال الذي يتساءله الجميع ماهي حدود هذا التصعيد ؟ وهل فعلا ستوجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية مباشرة لايران ..... كي تدفعها للقبول والرضوخ لمطالب ترامب بشأن تعديل الإتفاق النووي ..؟

أم سيكون مسرح العمليات العسكرية في احدى الدول العربية كالعادة ؟ ومن هي تلك الدولة ... أو الدول التي من الممكن والمرشحة ان تكون مسرحا لمثل هذه العمليات؟ وهل هناك علاقة بين هذا التصعيد الجاري الآن وبين سرعة التوصل لوقف اطلاق النار والتوصل لإتفاق التهدئة بين حماس غزة (والمستعمرة الاسرائيلية ) في التصعيد الأخير ... الذي شهده بداية الاسبوع الحالي ... واستمر قرابة خمسين ساعة فقط .... على غير المعتاد ؟ حيث جرى التوصل سريعا لوقف اطلاق النار واتفاق تهدئة برعاية جمهورية مصر العربية ودولة قطر والامانة العامة للأمم المتحدة ...!

لا شك ان هذه التساؤلات تطرح نفسها وتبحث عن اجابات سريعة ... تحت ضغط تسارع الاحداث والضغوط التي اعلنت عنها الادارة الامريكية .. وتسارع التصريحات الايرانية الرافضة لها .... بل اكثر من ذلك التلويح من جانب ايران الى تجاوز التزاماتها في الاتفاق النووي من حيث تخصيب اليورانيوم أكثر من نسبة 20بالمئة .... وتشغيل مفاعلاتها التي اوقفت العمل بها بموجب الاتفاق وامور اخرى قد تقدم عليها ... اذا ما فشلت الدول الاربع الأخرى بوقف تلك الضغوطات والعقوبات التي فرضتها عليها ادارة الرئيس ترامب ... والتي باتت مؤثرة في الاقتصاد الايراني وتحدث فعلها الموجع ... وتسعى ايران من جانبها جاهدة لتلافي مخاطرها ..... وخصوصا منها انعكاسها على الوضع الداخلي في ايران ... وقد تضطر ايران الى اشعال بؤر صراع اخرى جديدة بعيدا عن اراضيها مثل لبنان وغيرها ....! لاحداث حالة من الإشغال او التنفيس والتعبير عن رفضها لتلك العقوبات ....!

اذا بات الوضع السياسي والإقتصادي والعسكري في المنطقة متفاقما ومتأزما يكاد يصل بالمنطقة الى شفير الهاوية ... وينذر بصيف ساخن قد تشهده المنطقة ... يتراوح مابين المواجهة المباشرة بين ايران والحشود العسكرية الامريكية في المنطقة ...... ومابين حروب بالوكالة وبالنيابة عنهما تقع بين حلفاء الطرفين ....!!

وفي الخيار الثاني يكون العرب هم مسرح ووقود هذه الحرب وهم الخاسر الوحيد والاكبر فيها .... وتجني كل من ايران والولايات المتحدة ثمارها للاسف !!

يالطف الله..

بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس

رئيس المجلس الاداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الرياض 9 / 5 / 2019م