هناك اناس يصنعون الاحداث .. هناك اناس يتأثرون بالأحداث .. هناك اناس لا يدرون بما يحدث ... العامل الفلسطيني هو من صنع الاحداث وشعر وتأثر بها وكتب التاريخ والعامل الفلسطيني هو ثورة وهو من يصنع ويبني الوطن والعامل الفلسطيني هو من زرع السنابل لتملأ الوادي وهو من حمل الفأس ليزرع الارض الطيبة وهو من يرفع علم فلسطين متحديا الجلاد وهو من حمل البندقية مكافحا عن حقه وهو من شارك في الانتفاضة وقاد الثورة وهو من وقف مدافعا عن القدس وعن ارضه وشعبه .
العامل الفلسطيني باني الدولة وحامي المشروع الوطني .. العامل الفلسطيني يختلف عن كل عمال الارض الذين يحتفلون بعيدهم حيث يحتفل عمال فلسطين في ظل اوضاع صعبة يعيشوها تحت الاحتلال وتصديهم اليومي لممارسات سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي وكان عمال فلسطين على الدوام هم طليعة النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال حيث قدمت الحركة العمالية الفلسطينية التضحيات الجسام وعشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى وتحملت في الوقت نفسه وما تزال تتحمل العبء الأكبر من نتائج سياسات الاحتلال وآثارها المدمرة على الاقتصاد الفلسطيني وعلى المستوى المعيشي والتنموي بالأراضي الفلسطينية المحتلة مما يستوجب إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية للسلطة الوطنية الفلسطينية من خلال إعادة توجيه الموارد المتاحة بما يعزز صمود المجتمع ويخفف من اعباء الاحتلال والفقر والبطالة .
إن عمال فلسطين يتعرضون للاستغلال والمعاناة وفرض العراقيل اليومية وعرقلة وصولهم الى اماكن عملهم من قبل سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي كما تمارس بحقهم أسوأ الممارسات المنتهكة لإنسانيتهم على حواجز الاحتلال ومعابره كما يتم استغلالهم في العمل ويتم استغلالهم بالتلاعب بأجورهم المستحقة ويتعرضون للنصب والاحتيال ويحرمون من ظروف عمل آمنة وسليمة ومن وسائل الوقاية وإبقاء المرضى منهم يصارعون الموت على الحواجز ويتم حرمانهم من التعويضات وحقوق التامين الاجتماعي والتقاعد ويحرمهم الاحتلال من الحصول على شروط عمل لائقة ويمارس بحقهم التمييز في الأجور مع من هم اقل منهم كفاءة وتستمر الممارسات الاسرائيلية لتنال الحقول الفلسطينية اقتلاع الاشجار المثمرة وتدمير البينة التحتية للمزارع الفلسطيني .
ان عمال فلسطين وشبابها يعيشون المأساة الحقيقة الناتجة عن ممارسات الاحتلال في ظل ارتفاع منسوب البطالة وعدم وضوح الخطط التنموية العامة وقد اشارت تقارير اعلامية عمالية الي ارتفاع معدلات البطالة في الضفة والقطاع حيث ارتفعت بشكل كبير .. وبلغ عدد العاطلين حوالي ربع مليون ( منهم 19 % ذكور و 28 % اناث ) وهنا وفي ظل تلك الاحصائيات والأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا لا بد من وضع السياسات التنموية الهادفة الي الحد من البطالة ووقف سياسة التعيينات العشوائية والتي تعتمد على التنسيب الفصائلي السياسي والتوجه الي استيعاب الشباب الخريجين العاطلين عن العمل .
اننا في يوم العمال نحيي صمود اهلنا وشعبنا المكافح الصامد على ارضه وكل التحية لهؤلاء العمال الصامدين وخاصة العمال العاطلون عن العمل والشباب الذي يقف في طابور الانتظار من اجل مستقبل افضل .
إن التقدم في هذا المجال هو جزء لا يتجزأ من منظومة العمل العام وضرورة ايجاد السبل لتوحيد الامكانيات بين القطاع العام والقطاع الخاص والجهد المبذول على كافة المستويات الرسمية والأهلية لإنجاز خطط عمل هادفة الي الحد من البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب بعيدا عن الحزبية المقيتة والواسطة والمحسوبية والعمل علي استنهاض مشروعنا الوطني والذي لا بد له من الوصول إلى نهايته الحتمية المتمثلة أساسا في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من العيش حرا عزيزا في دولته المستقلة عاصمتها القدس .
ان عمال فلسطين والحركة العمالية الفلسطينية وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هم احوج ما يكونون فيها إلى تعزيز وتطوير وعيهم وتنظيمهم النقابي والسياسي وخاصة في ظل ممارسات الاحتلال وحصاره الظالم ووطأة الاحتلال والحصار والعدوان كما يتطلع الكل الوطني الى استكمال الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام والاستبداد في قطاع غزة ووقف التهريب عبر الانفاق واستغلال العمال للعمل بطرق غير شرعية وغير قانونية والعمل علي انهاء الانقسام .
إن شعبنا الفلسطيني في ظل هذه الوضعية التي يعيشها الجميع والكل الوطني يتطلع الي ضرورة وضع حد لسياسة تأكل رواتب الموظفين وتوفير الحد الادنى من تشغيل الموظفين وتخفيض الضرائب وتطبيق القانون الفلسطيني بتحديد الحد الأدنى من الأجور وتوفير فرص عمل للعمال المتعطلين عن العمل ووضع حد لطابور البطالة والخرجين وتوفير فرص عمل لهم وتوفير حياة كريمة لأبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشتات والدول العربية وحمايتهم وتوفير العلاج الصحي لهم وخاصة في ظل توقف مساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وعدم الوفاء الدولي بالالتزاماتهم تجاه الشعب الفلسطيني .
اننا في يوم العمال العالمي نحيي ابناء شعبنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الذين يخوضون اروع صفحات النضال من خلال التضامن والوفاء للحركة الأسيرة التي تقوم بإضرابات متواصلة عن الطعام دفاعاً عن حقوقها ولوقف الانتهاكات الوحشية العنصرية من سلطات الاحتلال والسجون ضدها حيث يسهم عمال فلسطين بدورهم الطليعي في النضال الوطني ويقف عمالنا بكل قوة وثبات ووفاء إلى جانب نضال الأسرى المضربين عن الطعام وصولاً إلى تحقيق مطالبهم في إلغاء العزل الانفرادي كونهم أسرى حرب بما يصون كرامتهم الإنسانية على طريق تحريرهم من أسر الاحتلال البغيض .
في يوم العمال العالمي لا بد لدعم عمال فلسطين وأننا نقول يا عمال فلسطين التحدوا ضد الظلم ومن اجل الحرية والاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقبلة وندعو العالم بكل مؤسساته وجمعياته الحقوقية والإنسانية الى توفير الحماية لعمال فلسطين ومساعدتهم فى العيش بعيدا عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي .
في اليوم العالمي للعمال نجدد العهد لشهداء فلسطين الابطال بأن نواصل مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني حتى نحتفل بالنصر وقد تحررت أرضنا المباركة وأقمنا دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]