-1-
كانت أصابعي تمارس رياضة العبث بأزرار الحاكوم "الريموت" في جولة سياحة على القنوات الفضائية المرئية عندما استوقفتني محطة فضائية محلية تبث يرامحها على طريقة "هينا من خرف او بندر دش" وشو ما بطلع من المذيع خراف خير وبركة, تبث حلقة على نظام جاوب على السؤال واربح , وكان السؤال.. هل زرت اريحا؟ وماذا تعرف او هل سمعت عن قصر او الخليفة هشام بن عبد الملك,....؟ وتفاجئت ان نسبة كبيرة لا تعرف من هو هشام بن عبد الملك او قصره الشهير بلوحة الفسيفساء وأنها من اللوحات الجميلة والكبيرة في العالم نسبيا. وقد يقول قائل ولماذا الدهشة ليس المطلوب من الناس ان يكونوا سواح أثريين او ملمين بحضارة وتاريخ بلدهم, ولن يلومني احد اذا عرف ان المستجوبين مجموعة طلبة من المدارس من أعمار مختلفة, سألهم المذيع زرتم أريحا؟ نعم, هل سمعتم او زرتم هشام بن عبد الملك او قصره؟..لا...قطعية وكذلك عدد من المواطنين...وألطف الإجابات كانت من رجل في العقد الرابع قال:هشام بن عبد الملك كان رجل محترم..!!!!!!!!!!
-2-
بالأمس الاحد أعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج امتحانات المتقدمين لشغل وظائف ومراكز تعليمية وإدارية في مديريات التربية والتعليم ال 17 في الوطن, وبلغ عددهم 52158 ممن يحملون شهادات جامعية والاستغراب ليس من هذا العدد الكبير والذي بالاغلب فان وزارة التربية والتعليم بالكاد تاخذ 1000 على مستوى الوطن, ولا انه على مستوى محافظة واحدة تقدم 3787 للامتحان , ولكن الطامة الكبرى هو مخرجات نتائج الامتحانات وحسنا وزارة التربية والتعليم فعلت انها نشرت ارقام الهويات والعلامات ولم تنشر الأسماء وفي نظرة سريعة وعامة على العلامات النهائية, اخذا عينات عشوائية من مختلف التخصصات كامثلة واقر بوجود انني قد اخطيء في رقم ولكن حجم المأساة يغفر لي هنة قد اقع فيها.
واذا بدانا بما يثلج الصدر اعلى علامة 92% لمعلمة رياضيات, ومعلمة احياء 90 ,وسكرتير مدرسة انثى 90, مع التاكيد ان علامة 90 وما فوق معدودة على الاصابع فعلا وواقعا وليس مجازا, وعلامات 80% اكثر قليلا. وأعدادا مؤلفة ما بين الخمسين والستين, والألوف الأكثر لصالح الخمسين بالمائة , والطامة الكبرى هناك ألوف كانت غارقة في وحل العلامات ما بين 16%%الى 49%,.
وقد يتذرع البعض بصعوبة الاسئلة, وان التميز والتفوق عادة يحصر باشخاص ربما يجمعون بين الذكاء والجد. ولنتحدث بصراحة قصة التسعين وما فوق مسامحين الجميع فيها, ولن نعتب ان ايضا معدلات 80% فما فوق كانت خجولة, ولن نقول ان الملفت للنظر اكثر العلامات والنجاحات كانت للمتقدمين لوظيفة سكرتير مدرسة باختصار ليس له علاقة بالتدريس وبصلب العملية التعليمية.
-3-
مهما كانت الحجج والتبريرات او التذرع بالاسئلة او الوقت, عندما يحصل متقدم لوظيفة معلم اساليب رياضيات وتكون نتيجته 16% بالتاكيد يجب فحص الخريج الجامعي المحترم بجدول الضرب وخانة العشرات والآحاد, والمتقدم لاساليب التربية اسلامية 32% فانه لا يصبغ الوضوء, ومعلم جغرافيا 20% اشك انه يميز بين الشمال والجنوب والتضاريس, وريادة واعمال 24% يبدو انه تخرج زيادة واعطال, وحتى المرشد الاجتماعي بحجة الى عيادة نفسية وارشاد عندما هو نفسه يحصل 30%,ووصل الامر الى وظيفة معلم تربية فنية 30% وان كان تميزه بين الالوان الرئيسة والمركبة مشكوك فيه. وكيف سيميز معلم الكيمياء الحاصل على 24% في الامتحان بين الملح والسكر هل بالتذوق او اللمس او الاتصال بصديق.وان أعلى علامة حصل عليها لمتقدم على مستوى احدى المحافظات أساليب تدريس اللغة العربية62%..............؟؟؟!!!
-4-
خلاصة القول ان الارقام حقيقية ومنشورة على المواقع الرسمية ومهما تذرع البعض لا استوعب ان يحصل خريج جامعي في امتحان توظيف على 16 او 20 % وان ذلك يعكس خللا في مخرجات العملية التعليمية وان الجامعات وضخها الاف الخريجيين سنويا لسوق العمل تتحمل جزءا كبير من المسؤولية وقد نذهب لابعد من ذلك ان هؤلاء االذين يحصلون على علامات متدنية ربما بحاجة لمساقات إضافية وإعادة النظر في شهادتم الجامعية. وان هذه الارقام بحاجة من الذين يرسمون "سياسات واستراتيجيات" وقفة جادة حتى لا يصبح هشام بن عبد الملك بياع فول, وان المعلم محله بالإعراب فاعل وليس محل الفلافل ..................مع حترامنا لكل الاكلات والمهن.
عبد الرحمن القاسم