ذات صباحٍ ماطرٍ بينما كنت أخطو بخطواتي السريعة كالعادة على أرصفة المدينة المزدحمة في ساعات الصباح ذاهبا إلى مكان عملي، وبعد أن أنهيت مكالمتي على الموبايل لمحتُ شابّا حاول معاكسة امرأة عادية.. لم تكن المرأة متبرجة، لباسها عادي كان يستر فيها كل شيء، لكن المرأة صاحت بوجهه، فتجمّد الشابُّ من الخوفِ، فأبطأت خطواتي من صراخها، ورأيت الناس يتجمعون حولها، فخطوت مثلهم صوب المرأة، ورأيت في عينيها غضبا بكل الألوان، بدا وجهها عابسا وشرارات غضبٍ ظلت تشتعل في عينيها، لكنّ الشابّ فرّ من المكان، واختفى في الضباب وتفرق الناس، واستأنفت الخطو صوب عملي سيرا على الأقدام رغم رذاذ المطر الذي بلل معطفي المفضّل، وقلت: لم أر غضبا كهذا، الذي رقص للتو في عيني امرأة عادية ..
عطا الله شاهين