71 عاماً على النكبة والحقائق الثابتة

بقلم: رامز مصطفى

بعد مرور 71 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948 ، لا تزال الرواية الفلسطينية على ثباتها في مواجهة الرواية " الإسرائيلية " القائمة على جملة من الحقائق المزيفة والمزورة . وعلى الرغم مما أصاب القضية الفلسطينية وما تعرضت له من نكبات متكررة في العديد من المراحل ، والتي مثلت اتفاقات " أوسلو " عام 1993 المنعطف الأخطر الذي حاول من خلالها الكيان " الإسرائيلي " استغلال تلك الاتفاقات للنيل من روايتنا الفلسطينية ، بعد اعتراف م . ت . ف ب" إسرائيل " والتنازل عن 78 بالمائة عن أرضنا لها .

معركة الصراع الطويل المحتدم مع الكيان الصهيوني ، كانت وستبقى الرواية الفلسطينية الأساس ونقطة الارتكاز الإستراتيجي في هذا الصراع ، في ظل ما عمد ويعمد إليه هذا الكيان الغاصب من تغيير ممنهج لكل شيء فوق الأرض الفلسطينية ، بما فيها محاولة سرقة تراثنا ومزروعاتنا ، وتحريف أمثالنا الشعبية ، وتغيير مناهج التعليم ، وعبرنة المدن والقرى والشوارع ، وتهويد القدس ، وسن القوانين العنصرية ، والذي مثلّ " قانون القومية للشعب اليهودي " رأس قمة الهرم في تلك القوانين ، الذي أخرج اللغة العربية من التداول فيها كلغة رسمية إلى جانب اللغة " العبرية " . وفي سياق الدفاع عن روايتنا بعد مرور 71 عاماً على النكبة ، لابد من التأكيد على الآتي :-

أولاً ... ما زالت القضية حية على الرغم من جميع المخاطر والتحديات التي تواجهها حاليًا وتهددها بالتصفية على وقع ما تشهده المنطقة من أحداث جدُّ خطيرة . ومسؤوليتنا تفترض إبقائها حاضرة وهذا ما عملت وتعمل مسيرات العودة في قطاع غزة ، وغيرها من الحراكات التي تشهدها الضفة الغربية ، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 . لأن صراعنا مع العدو صراع وجود لا صراع حدود

ثانياً ... بعد 71 عاماً على النكبة ، شعبنا لا يزال يتمسك بأرضه التاريخية من بحرها إلى نهرها ، وأن حق عودته إلى تلك الأرض لا يموت لا بتقادم الزمن ، ولا بفعل اتفاقات " أوسلو " قد تغير من حقائق التاريخ والجغرافيا . ولأن حق العودة حق قانوني وشرعي وتاريخي

ثالثاً ... صحيح أننا لم نحقق الانتصار على العدو الصهيوني ، ولكن الصحيح أيضاً أن عدونا لم ينتصر علينا . والصراع لا يزال مستمر بيننا وبينه ، ولا يمكن أن ينتهي هذا الصراع إلاّ بحسمه مع الكيان الغاصب مهما طال الزمن ، خصوصاً أن ما استند إليه الكيان من عوامل القوة بدأت تهتز من تحته ، وهو يعيش مأزقه الوجودي ، يريد الخروج منه عبر ما يسمى ب" صفقة القرن " ، التي يعتقد واهماً أنها ستحقق له هذا الخروج

رابعاً ... إذا كانت النكبة بتداعياتها وأثارها وما ترتب عليها قد مثلت بالنسبة للفلسطينيين الذروة في المأساة ، فهي أيضاً أي النكبة قد رسخت حقيقة أن شعبنا عصي على الموت والانكسار ، وعجزت كل المصائب والمجازر على دفعه بعيداً عن قضيته الوطنية وتمسكه بحقوقه التاريخية

خامساً ... على الرغم من حالة الانقسام ، وحالة التخلي العربي لغالبية النظام الرسمي العربي ، والمندفع بقوة نحو التطبيع مع الكيان الغاصب ، إرضاءً للولايات المتحدة الأمريكية ، وستبقى حاضرة في العقل والوجدان العربي والإسلامي

بقلم/ رامز مصطفى