بلا نميمة: مائدة رمضانيه خاليه من منتجات الاحتلال ومستوطناته

بقلم: جهاد حرب

 في تعليقه على الفاسبوك طلب صديقي الاستاذ خالد سليم الإعلامي والناشط في شبكات التواصل الإعلامي أن أكتب عن مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في شهر رمضان، وهو الشهر الذي أعتكف "امتنع" فيه عن النميمة التي يمقتها المسؤولون ولا يرغبون بقراءتها أو سماعها. هذا الطلب محمود ممن يقود حملة لمقاطعات المنتجات الإسرائيلية فوق انها ضرورة وطنية وشكلا نضاليا لمقاومة الاحتلال.

وفي ظني انه أضعف "الايمان" على الرغم من أن هذا الفعل المقاوم لا يتعلق بشهر رمضان فقط بل هو عمل دائم ومستمر عبر استراتيجية وطنية لمقاومة الاحتلال؛ بحيث تصبح نهج حياة من اجل التحرر. فمن غير المعقول أو المقبول مطالبة المجتمع الدولي بالمشاركة بالحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل الاستعمارية ومنع الاستثمار فيها قبل ان يتجسد فعل مقاطعة منتجات الاحتلال أصلا. وليس فقط منتجات المستعمرات الجاثمة على أرضنا وتطوق قرانا ومدننا وتمنع الفلاحين من الوصول الى أراضيهم، ويحرق المستعمرون الزرع ويقطعون الشجر في حملة لمنع الحياة للأرض وللبشر.

فمقاطعة البضائع والاقتصاد الاسرائيلي سلاح فعال، كما حدث في الهند وغيرها، يمكن استخدامه في النضال التحرري في مواجهة غطرسة الاحتلال لكنها تحتاج الى همة المواطنين وعزيمتهم، وحرص الحكومة ورقابتها على المنتجات الوطنية وتطوير الاقتصاد الوطني وهما خطان متوازيان وهما في الوقت نفسه يدعمان بعضهما بعضا.

هذا الشكل من النضال لا يحتاج الى شجاعة أو بأس أو حتى الخوف من دفع الثمن؛ فهو فعل "سلبي" ذو مفاعيل إيجابية على صاحبه وللوطن، قد تكون حملة "مائدة رمضانيه خاليه من منتجات الاحتلال ومستوطناته" في شهر رمضان هذا العام مناسبة لإعادة النظر في طريقة تعايشنا مع الاحتلال الاسرائيلي ومنتجاته الاستعمارية بفعل ارادي لا يحتاج الى عناء سوى الاستغناء عن المنتجات الاسرائيلية المجبولة بعنصرية الاستعمار وفاشيته أو على الأقل "قف وفكر" لا تمول قاتل شعبك وحارق ارضك ومنعك من الاستقلال.

جهاد حرب