فجأة وجدت حسابي على موقع تواصل الاجتماعي فيسبوك "معطل"، دون مقدمات او طلب توضيحات، وباعتباره "حكم غيابي" بالإقصاء، بحثت عن سبيل للطعن او الاستئناف على القرار الجائر، بعد عدة مراسلات لإدارة الموقع وجدت أن النتيجة حتى الان صفر في فضاء محكم الاغلاق وشديد الاستبداد.
لا يمكنني الحديث عن نفسي بعد أن اتضح لي ان الموقع باللونين الأزرق والأبيض قد قام بتعطيل عشرات الحسابات، دون سابق انذار في فضاء كنا نعتقد بسذاجة أنه مفتوح وحر للرأي والتعبير دون مساس بحريات الاخرين.
من حقي، وحق كل من أغلق حسابه على جدران فيسبوك، الحصول على طريقة للتوضيح أو الطعن أو الاستفسار عن سبب تعطيل أو غلق الحساب، ويجب على الشركة الإجابة وتقديم حجتها ودوافع قراراها النفاذ دون سؤال الضحية عن أمنيته الأخيرة، أو لملمة ذكرياته على جدران باردة وماكرة.
إن صفحة الفيسبوك التي اختطفت دون سبب أو مبرر تحتوي على شبكة أصدقاء يصعب العودة الى جمعهم، وكذلك تضم ذكريات وصور ووثائق، فالتواصل بالنسبة لصحفي ليس للنميمة أو التسوق الاجباري، بل يعتبره منبرا في الفضاء الافتراضي بعدما فقد مساحة حقيقية وحرة في الواقع الحقيقي.
إنني أطالب شركة فيسبوك ان كان لها سمع ولم تكن صماء إعادة صفحتي داخل فضاء الفيس بوك في أقرب وقت، وتقديم توضيح لدوافع قراراها، لأني على ثقة تامة بأنني لم أتجاوز قوانين النشر ولا حرية الرأي والتعبير لي وللأخرين.
إن الفضاء الافتراضي العالمي يقدم مواقع تواصل أخرى، لها مميزات لا تقل عما تقدمه فيسبوك، بإمكاني استخدامها وإعادة ترميم علاقاتي عبرها، بعد الدرس بعدم الثقة في "فضاء الوهم الأزرق"، أقول ببساطة الحياة ممكنة دون فيسبوك.
بقلم/ عامر أبو شباب