عم الحزن جموع الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه وقواه الوطنية والاسلامية، لاغتيال الشهيد الرئيس المصري المنقلب عليه محمد مرسي، فعند الاحداث المفصلية الهامة لا يتنكر الشعب الفلسطيني لمن وقف معه، وتذوب الخلافات الحزبية.
هل احب الشعب الفلسطيني الرئيس الشهيد محمد مرسي لان له بصمة في كل صاروخ دق حصون الاحتلال وقلب كيانه! ففي فترة حكمه لسنة واحدة لمصر، تم تهريب حاجة غزة من السلاح ومواد تصنيعه، وهو ما اقلق الاحتلال وجعله يتآمر على الانقلاب عليه مع الدولة العميقة بمصر وقادة الجيش؟!
أم هل احب الشعب الفلسطيني الرئيس الشهيد الراحل محمد مرسي، لانه لم يلفظ كلمة "اسرائيل" خلال عام وهي فترة حكمه الوجيزة التي جعلت الغرب والاحتلال يضج ويخاف منه ومن ثم ينقلب عليه؟!
أم هل أحب الشعب الفلسطيني الرئيس مرسي، لان من جاء بعده بالانقلاب وهو السيسي قال عنه الاحتلال انه أعاد الكنز الاستراتيجي وخلص "اسرائيل" من خطر داهم؟!
أم هل أحب الشعب الفلسطيني مرسي، لانه كشف من هو مع الحق ممن هو مع الباطل، قلا يعقل ان يفرح الاحتلال لسجن مرسي واغتياله لولا انه كان يشكل خطر على كيان الاحتلال، وما يفرح الاحتلال يغضب تلقائيا الشعب الفلسطيني؟!
أم هل أحب الشعب الفلسطيني الشهيد الراحل محمد مرسي، لانه قتل وصفي وهو في السجن ومن داخل قاعة المحكمة، كون كل فلسطيني يعرف ظلم السجون، وذاقوا ويلاته على يد الاحتلال، ولذلك تعاطفوا مع مرسي؟!
هل أحب الشعب الفلسطيني الرئيس مرسي كونه اول رئيس منتخب منذ عهد الفراعنة ولم يدعه الغرب والاحتلال والدولة العميقة وقادة جيش مصر من ان يحكم بحرية، ويطور مصر ويقويها، والتي بتقويتها ستقوى فلسطين ويعلوا صوتها؟!
أم ان الشعب أحب مرسي وحزن لفراقه، كونه ظل صامدا صلبا على مواقفه واوصى بدعم القضية الفلسطينية، والحفاظ على الثورة من الخونة والعملاء والفاسدين، فصار رمزا للمظلومين على مستوى العالم، كونه قدم روحه فداء لمبادئه وفلسطين؟!
هل أحب الشعب الفلسطيني مرسي لانه فضل السجن والتعذيب والثبات على الثوابت، على ان ينخرط بتخريب وافساد مصر مع الفاسدين فيها؟!
ما الذي يدفع يساريين وعلمانيين فلسطينيين الى الحزن والترحم على الرئيس المصري الشهيد محمد مرسي؟! انه الشعور الداخلي برغم الاختلاف الايدولوجي انه كان داعما بحق للقضية الفلسطينية، وانه لو كان تابعا لامريكا والاحتلال لما سمحوا بالانقلاب عليه وتصفيته في السجن بطرق ماكرة خبيثة لا تنطلي على أحد.
في كل الاحوال الشعوب الحية لا تقف مع الباطل، بل مع الحق، وان كان للسيسي جولة باطل قتل فيها رئيس منتخب، فان للحق جولات قادمة ستطيح بالسيسي، وستكون طريقة موته فيها عبرة على شاكلة فرعون، لان الله قضى ان لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا.
بقلم/ د. خالد معالي