أكتب بحبر قلمي عن رجالاً أخلصوا النية لله عز وجل وعملوا بصمت وأبدعوا في الميدان, إنهم أحراراً انبتتهم تربه فلسطين يرون سعادتهم في عزها وشقاءهم في ذلها وتضحايتهم في حريتها إنهم رجالاً مناضلين على الحق ثابتين وعلى زناد البندقية ضاغطين لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ, فقدوا أجزاء من أجسادهم ودفنوها في قبور مؤقتة وهم احياء يرزقون, إنهم رجالٌ يصنعون التاريخ وتبقى ذكراهم خالدة في وجدان شعوبهم واجيالها المتعاقبة لو بعد حين, يتعاملون مع الأحداث الوطنية بكل ظروفها المختلفة بكفاءة ونجاح وآخرون يتجاوزهم التاريخ ويصبحون في طى النسيان!
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل شجاع من خيرة رجال الوطن هو الأخ المناضل القائد الفتحاوي أمين سر المكتب الحركي المركزي للجرحى بالمحافظات الجنوبية وليد رياض احمد السمري"أبو رياض" والذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال وكان أخرها بتاريخ20/6/2006م مما أسفرت عن إصابته بإصابة بليغة نتج عنها بتر قدمية اليسرى واليمنى وعينه اليسرى..
ولد المناضل وليد السمري المكنى" أبو رياض" في قطاع غزة مخيم الشاطئ مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 1970م وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة يافا في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجروا منها قسراً بقوة السلاح إلي قطاع غزة وسكنوا مخيم الشاطئ وبعد فترة انتقلوا الى الشجاعية منطقة الجديدة أو حي الاكراد واستقر بهم المطاف,
فهو متزوج وأب وله من الأبناء أربعه ذكور وأربعه إناث ويأتي المناضل أبو رياض السمري في الترتيب الأول سناً بالعائلية الكريمة والمكونة من الوالدين اطال الله في عمرهم وله من الإخوة ثمانية وأختين وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الهاشمية للاجئين والإعدادية في مدرسة الشجاعية والثانوية في مدرسة يافا .....
محطات مضيئة في حياة القائد: وليد السمري
التحق في صفوف حركة فتح 1987م وعمل بداية الانتفاضة الأولى في اللجان الشعبية قاوم التابعة لحركة فتح.
اعتقل 5/3/1990م في سجن النقب وحكم عليه عام ونصف, كما جرى اعتقاله مرة أخرى في 18/5/1993م وحكم عليه بالسجن ثلاثة اعوام في سجن النقب.
انخرط للعمل العسكري في صفوف صقور الفتح في منطقة الشجاعية الجديدة, حيث تولى قيادة مجموعة في صقور الفتح في عام 1992 ,
عمل بالسلطة الوطنية الفلسطينية في جهاز قوات 17 امن الرئاسي في 1997م..
عمل في دائرة الأمن والمعلومات المركزية للرئيس ابو عمار..
طالبت سلطات الاحتلال برأس المناضل وليد السمري بناء على اعترافات تم ذكرها في اقبية التحقيق لمخابرات الشين بيت من قبل أسرى تعرضوا للاعتقال سابقاً تمس أمن دولة الكيان المسخ.
كان المناضل الجريح أبو رياض السمري من ضمن خمس اشخاص هم من شكلوا كتائب شهداء الأقصى على مستوى فلسطين في عام 2000/2003
كان القائد وليد السمري أبو رياض في مقدمة الصفوف الأمامية ميدانياً مع أبناء كتائب شهداء الأقصى في مواجهه قوات الاحتلال الصهيوني أثناء محاول اجتياحه لمناطق قطاع غزة...
تعرض لثلاثة محاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال بواسطة طائرات الهليكوبتر باءت بالفشل وكان أخر محاولة اغتيال له بعد الانتهاء من المؤتمر الصحفي العسكري في منطقة أبو شرخ شمال قطاع غزة وتحدث عن تطوير القدرات العسكرية التي طورتها الكتائب بالصنع المحلي وذلك يوم الثلاثاء الموافق20/6/2006م وعندما غادر المكان وهو يقود سيارته باتجاه شارع النزلة وتجاوزه عشرات الامتار عن مدرسة حليمة السعدية الساعة الخامسة مساءً تعرضت سيارته من نوع قولف 2003الى ثلاثة صواريخ مباشرة في مقدمة السيارة أسفرت عن إصابته اصابة بليغة نتج عنها بتتر قدميه اليسرى واليمن وعينة اليسرى وقد اعلنت يومها وسائل الاعلام العربية والعبرية عن استشهاده ,كما وقد نجا من محاولة الاغتيال القيادي الفتحاوي رفيق دربه المناضل عماد حمد "أبو جهاد" الذي كان معه بالسيارة وأصيب اصابة متوسطة..
سافر على دول عديدة منها مصر في رحلة علاج طويلة استمرت نحو عامين.
هو أول من نفذ فكرة تأسيس المكتب المركزي للجرحى في المحافظات الجنوبية على مستوى قطاع غزة بعد حرب 2014م بثلاثة شهور تقريباً.
تم انهاء تأسيس المكتب المركزي الحركي للجرحى مع ثمانية مكاتب فرعية في ثمانية أقاليم على مستوى المحافظات الجنوبية وتم الاعلان عن انطلاقة المكتب المركزي الحركي للجرحى عام 2015م وإقامة مهرجان احتفالاً بتأسيس هذا المكتب..
"بعد مرور أربعة شهور على انجاز وإتمام المكتب الحركي المركزي للجرحى والمكاتب الفرعية الثمانية باشر العمل على جميع المستويات والاصعدة بالتنسيق والتشبيك مع المؤسسات والجمعيات الخيرية ومن ضمنها الهلال الاحمر الذي هو تحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية حيث حقق المكتب إنجازات عظيمة للجرحى تكفل لهم سبل الرعاية والحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم وأصبح للجرحى سند وعون بعد أن كانوا منسيين على مدار سنوات طويلة ليكفل المكتب اعتماد رواتبَ لهم عبر مؤسسة الشهداء والجرحى
وعلى صعيد العلاج بالخارج يعمل المكتب على تسهيل أمورهم بالتنقل للعلاج وعلى صعيد تقديم الخدمات اللوجستية الطبية اللازمة وعملَ المكتب خلال هذه المدة القصيرة على تقديم كراسي متحركة ووكر وعكاكيز وفرشات طبية وفرشات هوائية طبية وحقائب اسعافات أولية للجرحى وسلات غذائية ومشاريع صغيرة لفئات الجرحى المبتورين من الصليب الاحمر وتركيب اطراف صناعية ومشروع سلوفانيا يقدر بثلاثة ملايين دولار, كما ويقوم المركز بزيارات اجتماعية للجرحى وعائلاتهم لرفع معنوياتهم كأدنى شيء من حقوقهم لأنهم عنوان هذا الوطن قدموا أجسادهم وصحتهم من أجل القضية وفلسطين..
في ظل الظروف المأساوية يجب على القيادات السياسية وسيادة الرئيس أبو مازن النظر لهذه القيادات الميدانية التي فقدت أغلى ما يملكوا من اجسادهم والتي ذقنت اجزاء منها في مقابر مؤقتة, جريمتهم إنهم كانوا شرفاء مخلصين للوطن والقضية والدين ومهرهم أرواحهم ودمائهم الزكية فداء فلسطين...
المجد كل المجد للشهداء الأبرار- والحرية كل الحرية لأسرانا البواسل واسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل لجرحانا الأوفياء
والخزي والعار للخونة العملاء المتساقطين..
بقلم : سامي إبراهيم فودة