يحزنُ كُلُّ مَنْ يشاهدُ تلك الصورة لطفل غرقَ في بحرٍ هائج، وألقته الأمواج صوبَ السّاحلِ الجميل، فهو هربَ مع عائلته مِنْ موْتٍ، وأرادَ حياةً بلا قتلٍ، أراد الأمن والأمان، ولكنْ مَنْ يتذكّرُ صُورَ أطفالنا وهم تَحْتَ الرّدم مِنْ قصفٍ مجنون .. فالنّاسُ مع أطفالهم يفرّون مِنَ الموْتِ لكنهم يلاقون هلاكهم في بحرٍ متلاطمِ الأمواجِ .. فمشهدُ غرق ذاك الطّفلُ هزّ العالمُ بأسره، ونسي العالمُ بأنّ بشاعةَ موْت أطفالنا تَحْتَ قصفِ الدبّابات والطائرات لا تقلُّ في بشاعتها عنْ موْتِ الأطفال في البحر..
ففي تلك الليلة المُظلمة انقلبَ المركبُ، وغرقَ الطّفلُ، ولمْ يسمع أحدٌ صُراخ الطفل، وكانَ لحظتها البحرُ هائجا ، فوالده حاولَ إنقاذه، لكنّه فشلَ.. فالأبُّ هربَ مِنْ موْتٍ إلى موْتٍ آخرٍ .. وأرادَ إسعادَ ولديه، لكنّ السّعادةَ غرقتْ إلى الأبدِ في بحرٍ ما زالَ هو طريقُ الهروب للاجئين الهاربين منْ موْتٍ في بلدانهم .. فلمْ يكن يعلمُ والدُ الطّفلَ بأنَّ الموْتَ سيلاقيه هنا في هذا البحر التي زرقة مياهه تجذب عشّاقه، ولو علِمَ لبقي تَحْتَ القصفِ في بلدته المُدمّرة .. فمشهد موته حزين ، فصورته تبين بشاعة الموْت الغير متوقع أحيانا..
بقلم/ عطا الله شاهين