في ذاكرته تعلق امرأة لا تشبه غيرها في الحُبِّ

بقلم: عطاالله شاهين

رغم هرَمه وبُعده عن امرأة أحبها قبل عقودٍ ولّت، إلا أنها تعلق في ذاكرته، يتساءل بينه وبين ذاته: لماذا بقيتْ تلك المرأة في ذاكرتي؟ هل لأنها كانت امرأة بارّة في الحُبِّ، أم لأنها كانت تدفئني بأحاسيسها، كانت فعلا امرأة مختلفة في كل شيء.. امرأة كانت تعارضني في كل شيءٍ، إلا في إثارة الحُبِّ.. امرأة افتقدها الآن ربما لأنها كانت المرأة الوحيدة التي استوعبتني بكل ثوراني عن قربٍ مجنون.. أحيانا يقول لماذا لا أريد مسحها من ذاكرتي، رغم أنني لم أستطع نسيانها؟ يصمت ويقول في ذاته: ربما لأن بقاءها في ذاكرتي يجعلني أتذكر ليالٍ كانت مفعمة بالحُبِّ المختلف، ذاك الحُبّ الوقح، الذي لم يخجل من همسات صاخبة، إنها امرأة مختلفة عن أية امرأة.. ورغم مرور عقود على ابتعادي عنها، إلا أنني بتّ أفتقدها، فهل سألتقيها ذات زمنٍ قبل موْتي المؤجل. امرأة بت أفتقدها لا لشيء فقط لأنها كانت امرأة مختلفة في الحُبِّ، فها هي تعلق بذاكرتي يا ليتني أجد صورة لها، فكل صورها طفتْ على مياه البحر ذات عتمةٍ حينما كان قاربها على وشك الغرق، لكنها نجتْ، والآن لا أدري أين هي، لكنها تعلق في ذاكرتي، رغم مرور عقود عن بعدي عنها..