حنا: سيكتشف المجتمعون في البحرين المتآمرون على شعبنا الفلسطيني انهم هم الخاسرون

قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الاربعاء بأنه "لا يجوز لنا كفلسطينيين ان نقبل بأن يتم اغراقنا في ثقافة الاحباط واليأس والقنوط والاستسلام ونحن نلحظ امامنا هذا الكم الهائل من المؤامرات والمشاريع المشبوهة الهادفة الى تصفية قضيتنا الوطنية العادلة ."

وأضاف "ليس امرا جديدا ان بعض العرب يطبعون وهم جزء من المؤامرة التي تستهدف شعبنا الفلسطيني ولكن الشيء الجديد هو ان الصورة اصبحت اليوم اكثر وضوحا من اي وقت مضى وقد اميط اللثام عن كثير من الوجوه فظهرت حقيقتهم على طبيعتها ."

وتابع "ان مشكلتنا كفلسطينيين ليست فقط مع الاحتلال الذي يستعمرنا ويحتل ارضنا وقد نُكب وشُرد شعبنا بل مشكلتنا تكمن ايضا في الحالة العربية المترهلة وفي حالة التطبيع والتي انتقلت في بعض الاحيان من حالة التطبيع الى حالة الارتماء الكلي في الاحضان المعادية ."

وقال "ان مؤتمر البحرين المشبوه ان دل على شيء فهو يدل على ان بعض العرب قد انتقلوا من مرحلة التطبيع الى مرحلة التآمر الكلي على شعبنا الفلسطيني وقد بات واضحا بالنسبة الينا من هو عدونا ومن هو صديقنا ومن هو الذي يقف الى جانبنا ومن هو المتآمر علينا ، وان هذه الصورة القاتمة والاوضاع المؤلمة التي نلحظ وجودها لا يجوز على الاطلاق ان توصلنا الى حالة الاستسلام والاحباط واليأس والقنوط لانه هذا ما يريده الاعداء منا ، فقد نهبوا ارضنا ويستهدفون مقدساتنا واوقافنا وهم يسعون ايضا للنيل من ارادتنا ومعنوياتنا ويريدوننا ان نكون في حالة استسلام كلي لممارساتهم واجنداتهم وسياساتهم ."

واضاف "ان ما سمي بمعاهدة اوسلو او بمعاهدة السلام لم تكن في الواقع الا تمهيدا لصفقة القرن وجزءا من المؤامرة التي تستهدف شعبنا الفلسطيني واولئك الذين كان لهم دور في اوسلو يجب ان يعترفوا باخطائهم وان يعتذروا لشعبنا الفلسطيني لان اخطائهم الجسيمة هي التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه ، فمؤتمر البحرين لم يأتي من فراغ وما يسمى بصفقة القرن انما تم العمل من اجلها ومن اجل تمريرها منذ عشرات السنين واتفاقية اوسلو انما هي حلقة من حلقات التآمر على شعبنا الفلسطيني وعلى قضيته العادلة.

ان المؤامرات التي تحيط بنا والتي وصلت ذروتها في مؤتمر البحرين التآمري والفاشل انما يجب ان تجعلنا كفلسطينيين اكثر وعيا ورصانة ووحدة وحكمة ولا يجوز ان نكرر الاخطاء السابقة ولا يجوز القبول بأن تدخل ثقافة الاستسلام الى مجتمعنا فقضيتنا الفلسطينية هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ، ولكن مشكلتنا تكمن في الواقع العربي المأساوي وفي الانحياز الامريكي والغربي للاحتلال وهذا الواقع لن يتغير اذا لم يتغير واقعنا العربي وواقعنا الفلسطيني .

لا يجوز القبول بالمال السياسي وشراء الذمم والاقلام والمواقف السياسية ولا يجوز الاستسلام امام الاغراءات والضغوطات والابتزازات فمحاولة تجويع شعبنا هدفها هو ابتزاز هذا الشعب وتركيعه ."

وقال "يحرموننا من المال لكي نقبل بأية حلول حتى وان كانت غير منصفة وغير عادلة ونحن بدورنا كفلسطينيين يجب ان نقول بأننا نرفض معادلة المال مقابل التنازل عن الوطن والثوابت الوطنية ، وان الضغوطات والابتزازات التي يتعرض لها شعبنا يجب ان تكون حافزا مشجعا على انهاء الانقسامات وتوحيد الصفوف لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به .

لا لثقافة اليـأس والاحباط والقنوط والاستسلام ، نعم للثبات والصمود والتمسك بالارض والهوية والثوابت الوطنية والتي لا تضاهى بالمال .

ان من ذهبوا الى البحرين وقبلوا ان يكونوا جزءا من صفقة القرن سيكتشفون بعد حين انهم هم الخاسرون وهم ضحية هذه الصفقات والمشاريع المشبوهة وليس شعبنا الفلسطيني الابي الذي يقف منتصب القامة متحديا الاستعمار والاحتلال ومدافعا عن القدس ومقدساتها وهويتها العربية الفلسطينية .

الخاسرون هم المتآمرون على الشعب الفلسطيني اما نحن الفلسطينيون فلن نتخلى عن حبة تراب من ثرى فلسطين ولن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا والمناداة دوما بأن تتحقق العدالة في هذه الارض لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام ."

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -