اختتمت مساء الأربعاء ورشة البحرين في العاصمة المنامة، والتي أطلقت فيها واشنطن الجانب الاقتصادي من خطتها للسلام، "صفقة القرن" مع اتهام مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر القيادة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها مؤكدا أن “الباب لا يزال مفتوحا” أمامها.".
وأضاف كوشنر لن نعاقب الفلسطينيين على مقاطعتهم لورشة البحرين.
وقال أن الباب لا يزال مفتوحا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام الأميركية التي لم تتضح معالمها السياسية بعد، قائلا “لو أرادوا فعلا تحسين حياة شعبهم، فإننا وضعنا إطار عمل عظيما يستطيعون الانخراط فيه ومحاولة تحقيقه”.
وأوضح يمكننا أن نخلق فرصة تاريخية للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة،
ووجه رسالة للفلسطينيين قائلاً:" ورشة المنامة لكم والرئيس ترامب لم يتخلى عنكم .
وأضاف أن الإدارة الأميركية ستبقى “متفائلة”، مضيفا “لقد تركنا الباب مفتوحا طوال الوقت”.
ورأى كوشنر أنّ “ما قامت به القيادة (الفلسطينية) هو لوم إسرائيل والآخرين على كافة مشاكل شعبها، بينما في الحقيقة أن الموضوع المشترك هو أن كل هذا قابل للتحقيق إن كانت الحكومة ترغب بإجراء هذه الإصلاحات”.
وكانت الورشة التي تستضيفها مملكة البحرين بدأت امس الثلاثاء بمشاركة دول عربية والولايات المتحدة وسط مقاطعة فلسطينية.
وتطرق المتحدثون في الجلسة الأولى للورشة الى الخطة الاقتصادية بشان فلسطين التي تضم تطوير البنية التحتية ودعم النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال والتجارة الاقليمية وايجاد فرص العمل فضلا عن سبل "اطلاق الضفة الغربية وغزة والمنطقة المحيطة امكاناتها الاقتصادية".
وتمحورت الجلسة الثانية للورشة حول كيفية احياء النشاط الاقتصادي وتحقيق النمو المستدام وسبل تفعيل القطاعات الاستراتيجية مثل البناء والزراعة والاتصالات والتصنيع من اجل دفع النمو وإطلاق الامكانات الاقتصادية.
اما الجلسة الثالثة تركزت على دور الرياضة والترفيه بالازدهار الاقتصادي وتوفير فرص العمل من خلال تشجيع الاستثمار في البنية التحتية الرياضية وإنتاج الأفلام اضافة الى اعتبار الرياضة والترفيه كحافزين محتملين للتنمية الاقتصادية في فلسطين والمنطقة.
وتمحورت الجلسة الرابعة حول كيفية ايجاد الفرص وتحسين الخدمات التعليمية وتوفير التدريب المهني وتنمية المهارات واستهداف النساء والشباب للمشاركة في القوى العاملة وتحسين الرعاية الصحية والاهتمام بالتعليم والريادة والقيادة ودعم الفن والثقافة للشعب الفلسطيني.
كما تم تناول نظم الرعاية الصحية ومستقبل الاقتصاد الصحي الذي يتطلب وجود سكان أصحاء وتوسيع الوصول إلى تغطية السكان الذين يعانون نقص الخدمات وتوسيع خدمات الرعاية الصحية الوقائية لهم.
ورأى المتحدثون في الجلسة الحوارية (تعزيز القوى العاملة من خلال تمكين المرأة) أن المنطقة المزدهرة تحتاج الى دمج العنصر النسائي بالقوى العاملة وبناء مستقبل اكثر اشراقا في المنطقة ما يسمح لهن بالحصول على التمويل وفرص السوق وتدريب القوى العاملة اللازمة لتحقيق النجاح كرجال أعمال.
وشارك بجلسات اليوم وزير الدولة السعودي محمد الشيخ ومدير صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني اينفانتينو ومنتج أفلام (نيو إليمنت ميديا) الامريكي فرناندو سوليتشين.
كما شارك ايضا بالجلسات نائب رئيس مجلس ادارة مجموعة (صن) الهندي شيف كيمكا ورئيس بنك التنمية للدول الامريكية لويس ألبرتو مورينو والعضو المنتدب لبنك (غولدن ساكس) دينا باول ورئيس جمعية آسيا ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لهايتي جوزيت شيران. (كونا)
وقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.
وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام، بحسب البيت الأبيض.
وتنظر القيادة الفلسطينية بارتياب كبير إلى كوشنر الذي تربطه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صداقة عائلية، وإلى ترامب الذي اتّخذ خطوات عديدة لدعم إسرائيل مخالفاً الإجماع الدولي.