يكثر التطاول علينا من خارجنا ... كما يجري التطاول على بعضنا البعض من داخلنا ... حتى اصبحنا مشاعا للقذف والشتم والاتهام والتخوين ... في سابقة مؤسفة عندما يخرج علينا البعض ممن يفترض انهم ابناء العروبة ليحاولوا تزييف التاريخ .. وقذفنا بما ليس فينا ... واتهامنا بما هو من صفات غيرنا .
ثقافة التطاول والنابعة من انحراف ثقافي واخلاقي لبعض المنظومات المهنية والاجتماعية ... وذات الدلالات والمنطلقات السياسية والتي تحاول ان تسخر طاقاتها واتهاماتها بما يسيئ الى قضيتنا وشعبنا وقيادتنا ... وكأنها حملة محمومة مسعورة يراد من خلالها اضعافنا ... وتركيعنا ... واستسلامنا ... في ظل ما يجري الحديث عنه وتنفيذ جزء منه لما يسمى بصفقة القرن ... وما بعد ورشة المنامة بشقها الاقتصادي والمالي والذي يراد منه ادخالنا في سوق المزايدات لأجل بيع قضيتنا وممارسة سياسة الاستغلال المالي والاقتصادي لمعاناة شعبنا وسلطتنا الوطنية .
ليس بثقافتنا ان نوجه اصابع الاتهام ... او نتطاول على أحد ... بالتجريح والتقزيم ... لكننا بحكم قضيتنا وثقافتنا ووطنيتنا الخالصة وايماننا العميق والمتجذر بعروبتنا وامتنا ... لا نجد مناصا من الرد والتوضيح وكشف الحقيقة والمراد من وراء مثل هذا التطاول الذي يزداد ما بين قترة واخرى وكأننا لا نمتلك امكانية الرد وشجاعته .
على مدار تاريخ قضيتنا اتهمنا بالكثير ... وتطاول علينا ابناء امتنا ومن خارجها وحتى اعدائنا في حرب نفسية ومعنوية وصلت الى حد الحرب المالية وحتى العسكرية لأجل شطب قضيتنا وفرض شروط الاستسلام علينا ... ولم يكن بكل هذه المحطات من نتائج لهؤلاء المتطاولين الذين يعبثون بحقيقة التاريخ وثقافة الامة ويجعلون من اهوائهم ونزواتهم ارضية للانطلاق في بحر ما يتمنون وما يمكن ان يتصيدون ... وهم خاسرون بحكم التاريخ والواقع ... ولن يجدوا في تطاولهم ومحاولة التشهير بنا وبقضيتنا من فائدة او عائد يمكن ان يعود عليهم في ظل جهلهم وركوعهم واستسلامهم لنزواتهم .
عندما نطالب بأن تخرس الالسنة التي تتطاول علينا يجب علينا ان نقف وقفة طويلة ومعمقة ... وقفة صادقة وامينة لمراجعة علاقاتنا الداخلية وتصويبها وتعزيز وحدتنا حتى لا نصبح كالكرة التي تتقاذفها الارجل .... وتتلاعب بنا الالسنة ... ويستغلها الاقزام .
فالقضية الوطنية الفلسطينية تستوجب منا جميعا في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة ان لا نرجم بعضنا .. حتى لا نرجم من غيرنا ... لان ثقافة التطاول عند العديد من الاقزام ممن يسمون انفسهم بالكتاب والصحفيين والسياسيين ... قد ازدادت الى حد ضرورة وقفها واخراس مثل هذه الالسنة التي تجاوزت الحدود وجعلت من نفسها اسياد ومقيمين لنا ولتاريخنا ولنضالنا الوطني .
ان ما يجري ما بين فترة واخرى تقشعر له الابدان وتلفظه القلوب والعقول .... كما يرفضه التاريخ والواقع ... فالشعب الفلسطيني شعب مناضل ومكافح وله في مسيرة النضال ما يزيد عن مئة عام لم نستسلم فيها لقوة بطش وعدوان ... بل عملنا على مقاومة كل من يحاول التلاعب بقضيتنا او التطاول عليها .... ولسنا بصدد ان نستمع الى من يقيمنا او يوصفنا ... لأننا قادرين بحكم تجربة طويلة وثقافة غنية ومسيرة كفاح طويل ان نصوب اخطائنا وان نقيم واقعنا .. وان نعبد الطريق وان نختار اولوياتنا ووسائلنا بما نستطيع وبما نمتلك وبدعم اشقاءنا واحرار العالم .
ان التطاول والتجريح والتشكيك ومحاولة البعض القليل الاساءة لشعبنا وقضيتنا ولقيادتنا يستوجب منا جميعا ان نعزز من وحدتنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية ... وان تكون الردود بالممارسة وبما نؤكده من علاقات وطنية خارج الحسابات الضيقة والاجندات الخاصة وان نعي وندرك ان سر قوتنا بوحدتنا ... وان استمرار خلافاتنا تزيد من حالة التشهير والتجريح والتطاول علينا وهذا ما لا يمكن ان تقبله الاجيال والتاريخ المشرق لقضيتنا ومسيرة شعبنا .
الكاتب : وفيق زنداح