الإعلام الفلسطيني في مواجهة الانقسام وصفقة القرن

بقلم: سري القدوة

بات من المهم وضع استراتجيات اعلامية عربية وفلسطينية من اجل تعزيز دور الإعلام في مواجهة صفقة القرن والعمل على انهاء الانقسام الفلسطيني الذي يعصف في القضية الفلسطينية ومحاولات التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي ومن المهم والضروري العمل على تطوير الخطاب الإعلامي الوطني الفلسطيني لتعزيز الثقافة الرافضة للتطبيع ودعم التحركات المجتمعية والمبادرات في مواجهة التطبيع وما تسمى بصفقة القرن وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفي هذا السياق يجب العمل على مواجهة المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وسلب الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني وتعزيز الخطاب الإعلامي الرافض لصفقة القرن ووضع الاليات والمفاهيم التي تعزز خطاب الوحدة الوطنية والتسامح المجتمعي .
ان أهمية تفعيل دور وسائل الإعلام للنهوض بدورها من اجل تعرية الاحتلال وكشف حقيقته العدوانية، وبناء المؤسسات الوطنية القادرة على حماية الحلم الفلسطيني في اطار تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية حيث بات من الضروري العمل على تجسيد الوحدة الفلسطينية بين أطياف الشعب الفلسطيني والعمل على توحيد الصف لمواجهة التحديات الخطيرة التي تستهدف القضية الفلسطينية.
ان ما يمكننا القيام به في ظل هذا التشابك الدولي والتآمر على القضية الفلسطينية ولغة المصالح هو توحيد الجهد الاعلامي والسياسي والدبلوماسي من اجل فلسطين الوطن والإنسان وعلينا ان نجسد معالم الوحدة الوطنية بعمق وبمسؤولية اعلامية ولغة واقعية بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة.
اننا امام محطة تاريخية هامة، ولا يمكن ان يكون الانتصار بمعزل عن الاعلام الوطني الهادف وتوحيد الجهد الاعلامي والتعامل مع القضية الفلسطينية وما يخص فلسطين بلغة وبخطاب اعلامي وحدوي يعبر عن قوة الحضارة الفلسطينية والكتابة عن هذا الانجاز الوطني الكبير وتلك المحطات الهامة التي ستخلدها الاجيال ويكتبها التاريخ، وتلك اللحظة التي وقفنا جميعا امامها، فكانت فلسطين حاضرة في المشهد تنتصر للشهداء والأحرار، وتكون رقما في معادلة الصراع بالمنطقة وحاضرة بقوة الحق ومسلحة بأيمان وعدالة قضيتنا في الساحة الدولية.
انها فلسطين الدولة التي تنتصر علي الحق وتفرض نفسها وحضورها علي المستوي الرسمي والدبلوماسي العربي والدولي والإعلامي وتسير بخطوات واثقة نحو نيل الحرية والاستقلال وتحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل .
كم نحن بحاجة الي الصوت الوطني الوحدوي الموحد لشعبنا في هذا الوقت وبعد أن كان للانقسام التداعيات علي حقوقنا الوطنية وثوابتنا الاصيلة، وكم الوطن كل الوطن بحاجة الي الرجال الشرفاء موحدين ووحدويين بعيدا عن لغة الفتنة والإثارة ومن اجل فلسطين ومن اجل راية الوطن خفاقة حرة في كل المحافل الدولية، كم نحتاج الي الرجال الشرفاء في قيادة الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية ليكونوا اكثر وحدوية وليقف الجميع في خندق الدفاع عن الشعب الفلسطيني وليعلو صوتنا عاليا في عنان السماء لا للانقسام.
اننا نتطلع الي مزيد من الجهد والعمل الاعلامي الموحد والراسخ لإنهاء الانقسام ونعلق الكثير من الامال علي انهاء الانقسام وطي صفحات الماضي السوداء، وان ما حدث اليوم في فلسطين وخروج ابناء شعبنا في مسيرات علي مستوي كل محافظات الوطن يرفعون علم فلسطين، رفضا لصفقة القرن حيث كانت فلسطين اكبر من هؤلاء الذين يحاولون سرقة اللحظة واختطاف هذا الجهد ليركبوا الموجة، ولكن كان الصوت الفلسطيني هو القوي والقادر علي انجاز أهدافنا الوطنية المتكاملة من خلال وحدة الموقف الجماهيري ليقول الجميع لا للانقسام،وتسقط صفقة القرن ولا للاستمرار في خطف فلسطين ومصادرة حقوق الناس في العيش بحرية وكرامة ومساواة بين الجميع .
إن الكل الفلسطيني وخاصة حركة فتح وحركة حماس مطالبون جميعا الان وبأقصى سرعة وقبل فوات الاوان بضرورة التحرك الفوري للوقوف أمام ملف الانقسام والسعي مجددا للتوافق على التحرك لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة وكل الجولات السابقة وعدم الانجرار مجددا لدعوات عبثية لفتح الحوار مجددا بذريعة الاستدراكات والمحددات جديدة هنا او هناك فإنهاء ملف الانقسام واستعادة الوحدة اصبح متطلب وطني هام فالانقسام بنهش بالجسد الفلسطيني ويقتل حلم شعبنا بالحرية والاستقلال .
إن المطلوب الآن تصويب أداة الفعل الوطني والعمل علي اتمام برامج الانتخابات بشكل ديمقراطي وحر حتى نتمكن من إنتاج هيئات تتسع للطيف السياسي الفلسطيني وكل القوي الوطنية والإسلامية الفلسطينية في ظل الدولة الفلسطينية وتمتلك كل القوة المطلوبة لإعادة تقييم المنهج والمشروع النضالي من اجل الحفاظ علي هويتنا وحماية دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
اننا نحي الموقف الشعبي الفلسطيني الرافض لصفقة القرن والداعم والمساند لقيادتنا الفلسطينية وندعو الي مواصلة الجهد الشعبي الضاغط لإنهاء الانقسام كعامل مساعد في دفع كافة الأطراف للاستجابة لنداء الشعب بإنهاء الانقسام الأسود واستعادة الوحدة الوطنية التي شكلت دوما شرطا لانتصار الشعوب المحتلة على محتليها.
أن الشعب الفلسطيني كان على موعد مع الانجازات الهامة حيث حقق الصمود والمواجهة أمام العدوان الإسرائيلي الأخير بشكل موحد، وخلق معادلة جديدة في هذه المواجهة والتي تجسدت في وحدة الشعب الفلسطيني والتفافه في كل أماكن تواجده في حين كان الإنجاز الاخر هو تجسيد الوحدة الوطنية لموجهة صفقة القرن والعمل علي اسقاطها ومن هنا يكمن اهمية توحيد ووضع استراتجية اعلامية فلسطينية متكاملة.
إن الخطوة الفلسطينية القادمة والأهم تتمثل في ضرورة إنجاز ما طال انتظاره وهو إنهاء الانقسام الفلسطيني لأن المصالحة الفلسطينية في حال تحققت ستقوم بتعزيز مكانة فلسطين الدولة المستقلة.


بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]