تزايدت في السنوات الاخيرة نسبة الانحراف في مجتمعنا العربي لدى الشباب والاحداث ، وما يترتب ذلك من عنف وتسيب وفوضى وانحلال أخلاقي وسلوكي ، وينعكس على ذلك حتى في المدارس .
لا شك أن الاوضاع الاقتصادية الصعبة وحالة الضياع والضغوط النفسية والضائقة السكنية هي الدافع الأساس لهذا الجنوح والانحراف ، للهروب من الواقع المر ، والتخفيف من الضغط والمشاكل اليومية .
ومن أهم أسباب الانحراف هو التفكك الاسري والعائلي والعلاقات الاجتماعية المتدهورة ، والوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه الكثير من العائلات العربية ، عدا التنافس الاجتماعي السلبي ، والثقافة الاستهلاكية السائدة اليوم ، وتراجع القيم الاخلاقية والتربوية والدينية ، وكذلك الظروف القهرية التي نعيشها نتيجة السياسات الحكومية القهرية القائمة على التمييز والاضطهاد القومي ، ومشاكل السكن الخانقة بسبب سياسة التضييق والخناق وانعدام الخرائط الهيكلية وقلة الأراضي وارتفاع أسعارها ، بالإضافة إلى عدم توجيه أبناء الشبيبة والشباب العرب التوجيه الصحيح لحل مشاكله اليومية.
وأمام هذه الظاهرة السلبية الخطيرة المدمرة وللحد منها لا بد من تضافر الجهود من قبل السلطات المحلية والمؤسسات المختلفة لاحتضان الشباب في نوادٍ ثقافية ومراكز اجتماعية ونُزُل مختلفة ، وتكثيف المحاضرات لهم ، وتوجيههم وارشادهم من قبل عاملين اجتماعيين ومستشارين تربويين واخصائيين نفسيين ، وعلى الاحزاب العمل أكثر لجذب أبناء الشبيبة للانخراط في العمل السياسي والوطني والاجتماعي والاهلي والتطوعي ، بدلًا من قضاء أوقات الفراغ وتمضيتها بالتسكع في الشوارع ومقاهي النرجيلة وشاشات العالم الافتراضي ، وبذلك نحمي شبابنا من الضياع والمضي في دروب الجنوح والانحراف .
بقلم/ شاكر فريد حسن