الوفد المصري سيعمل على تثبيت التهدئة لتطبيق المرحلة الثانية من التفاهمات

لا يزال وسطاء التهدئة يواصلون اتصالاتهم مع حركة حماس في قطاع غزة، ومسؤولين إسرائيليين في تل أبيب، لضمان استمرار تنفيذ بنود تفاهمات التهدئة، في ضوء الاتفاق الذي جرى تجديده فجر الجمعة الماضية، بعد أيام من التوتر، التي كادت أن تفضي الى مواجهة مسلحة.

وبعد مرور يوم الجمعة الماضي الذي شهد إحياء الجمعة الـ 64 بشكل هادئ نسبيا، حيث لم تتطور المواجهات الشعبية لأكثر من ذلك، ولم تشهد تلك المواجهات تصعيدا كبيرا، عاود الوسطاء اتصالاتهم مع الطرفين، لضمان استمرار تطبيق باقي بنود التفاهمات، بما يمنع تدهور الأوضاع مجددا، لتصل الى حد مواجهة مسلحة أو أكثر من ذلك.

وفي غزة يترقب وصول الوفد الأمني المصري منتصف الأسبوع الحالي، بعد تأخر وصوله، رغم الحديث عن وصوله الأسبوع قبل الماضي، ومن ثم قال مسؤولون إن وصوله تأجل الى منتصف الأسبوع الماضي، غير أن تلك الزيارة لم تتم في تلك الأوقات.

وكان الوفد الأمني المصري قد قام بالتواصل مع مسؤولي حماس وآخرين إسرائيليين ليل الخميس الماضي، بالشراكة مع مسؤولين من الأمم المتحدة، ونجحوا في تهدئة الأمور الميدانية في غزة، من خلال اتفاق جديد لتطبيق بنود تفاهمات التهدئة، يشمل وقف استخدام "البالونات الحارقة"، على أن تقوم إسرائيل بإدخال الوقود المخصص لمحطة توليد الطاقة، وسماحها بتوسيع رقعة الصيد أمام شواطئ غزة.

وحسب ما علمت صحيفة "القدس العربي" الندنية، فإن الوفد المصري سيعقد حال وصوله سلسلة اجتماعات في تل أبيب وغزة، من أجل ضمان استمرار العمل بتفاهمات التهدئة، وتطبيق كافة بنود المرحلة الأولى، وكذلك الحديث بشكل معمق في تواريخ تطبيق المرحلة الثانية، التي تشمل تنفيذ مشاريع بنى تحتية كبيرة.

ومن المقرر أن يتم حل مشكلة البنود التي وردت في المرحلة الأولى في تفاهمات التهدئة، وتتلكأ إسرائيل في تنفيذها، خاصة إدخال تسهيلات على حركة الضائع التي تمر وتخرج من قطاع غزة، وهي أحد الأسباب التي أدت إلى توتر الوضع أخيرا قبل تدخل الوسطاء.حسب الصحيفة

وفي إسرائيل عقد المجلس الوزاري المصغر اجتماعا ظهر أمس، ناقش خلاله اتفاق التهدئة مع حماس والأحداث على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، واستبق الاجتماع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقال "الخيار العسكري مطروح ضد غزة، لكن سنفرض عقوبات أشد في حال لم يعد الهدوء الى غلاف غزة".

كما حذر عضو المجلس الوزير ايلي كوهين، حركة حماس من أن سياسة "ضبط النفس" الإسرائيلية قد نفدت، وهدد بأن الرد الإسرائيلي على "البالونات الحارقة" سيكون "قاسيا ومؤلما".

وتنص تفاهمات التهدئة على تقديم تسهيلات وبرامج إغاثة عاجلة الى سكان غزة المحاصرين، من بينها توسيع رقعة الصيد، وصرف مساعدات مالية للأسر الفقيرة وتحسين وضع التيار الكهربائي في المرحلة الأولى، على أن تشمل المرحلة الثانية تنفيذ مشاريع إعمار وبنى تحتية كبيرة.

وجرى الاتفاق على أن تقوم إسرائيل بتقديم التسهيلات اللازمة لوصول المساعدات والأدوية، وكذلك توسيع عملية تصدير المنتجات الزراعية والصناعية من القطاع، والسماح بدخول سلع كانت تمنع دخولها للقطاع كونها تصنف "ذات استخدام مزدوج"، على أن تقوم الفصائل الفلسطينية والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، بتخفيف حدة التظاهرات على الحدود، ووقف استخدام "الوسائل الخشنة".

يشار إلى ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تلقى اتصالًا هاتفيًا من نيكولاي ميلادينوف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، جرى خلاله استعراض واقع التفاهمات بعد تجديد الالتزام بها، بجهود مصرية وأممية ، أكد خلاله هنية على ضرورة "عدم البطء أو التلكؤ" في تنفيذ التفاهمات من قِبل الاحتلال لما له من تأثيرات سلبية، كما جرى الاتفاق أيضًا على استمرار الاتصالات بين الجانبين لـ "ضمان دقة التطبيق".

وفي هذا السياق قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، إن هناك "تقدما ملموسا" بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بالتفاهمات، وإنه بناءً على جهود أممية ومصرية تدخلت مساء الخميس الماضي لإعادة ضبط الوضع وإلزام الاحتلال بما تم التفاهم عليه "هناك تقدم ملموس ونسبي بالتزام الاحتلال بالتفاهمات".

وأكد أن حماس والفصائل الفلسطينية تحاول من خلال الوسطاء المصريين والأممين "الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بما تم التفاهم عليه وعدم مغادرة مربع التفاهمات". وأشار إلى وجود بعض بنود التفاهمات تراوح مكانها، ويتلكأ الاحتلال في تنفيذها، لافتا إلى أنه سيتم مناقشتها ودراستها مع الوفد الأمني المصري الذي سيصل قطاع غزة منتصف هذا الأسبوع.

وقال القانوع إن حماس تنظر للاحتلال على أنه "غادر ويتلكأ ويمارس سياسة التلاعب في التفاهمات ويحاول تصدير أزمته الداخلية ويتحجج بحجج واهية على الميدان".

ونشطت جهود وسطاء التهدئة بشكل كبير منذ مساء الخميس الماضي، بعد الحرائق الكبيرة التي سببتها "البالونات الحارقة" التي وصلت الى رقم قياسي منذ بداية استخدامها بإحداث 30 حريقا في مناطق إسرائيل القريبة من الحدود.

وكانت المجموعات التي تطلق هذه البالونات قد تعهدت بتصعيد عملياتها، وجعل مناطق "غلاف غزة" غير صالحة للسكن، في حال لم تلتزم إسرائيل بتطبيق تفاهمات التهدئة، قبل تدخل الوسطاء ونجاحهم في نزع فتيل الأزمة.

وتشترط إسرائيل من قبل أن تتوقف عمليات إطلاق "البالونات الحارقة" أولا، فيما كانت الفصائل تنادي بأن تعيد إسرائيل العمل ببنود تفاهمات التهدئة كخطوة تسبق وقف تصعيد فعاليات المقاومة الشعبية.

يذكر أن تشديد إسرائيل حصارها على قطاع غزة قبل يوم الجمعة، كان من خلال وقف تزويد محطة الكهرباء بالوقود، وكذلك منع الصيادين من العمل في مسافة الـ 15 ميلا بحريا، أدت إلى نشوب أزمة إنسانية طالت جميع السكان، واقتصادية في قطاع الصيادين، واضطرت شركة الكهرباء الى وقف أحد مولدات الطاقة، وبالتالي قلصت عدد ساعات وصل التيار الكهربائي لتنخفض إلى خمس ساعات يوميا فقط، فيما تكبد قطاع الصيادين خسائر مالية كبيرة.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -