قام النائبان الشيوعيان عايدة توما- سليمان وعوفر كسيف (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) بزيارة تضامنيّة لبلدة العيسوية في القدس المحتلة، وذلك على أثر الاعتداءات المستمرّة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيليّة على أهالي البلدة، وهناك أكدا أن سفك الدم لن يتوقف إلا بوقف الاحتلال.
وتجول النائبان في شوارع العيسوية برفقة عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص الذي تعرض أيضًا لاعتداء من قبل قوات الاحتلال خلال وجوده في المستشفى. كما زار النائبان خيمة العزاء في بيت عائلة الشهيد محمد سمير عبيد (21 عامًا) الذي قتل بدم بارد يوم الخميس الماضي وتطالب عائلته بتحرير جثمانه بينما يمنع الاحتلال تسليم جثمان ابنهم ودفنه إلا بشروط يرفضها ذووه.
وأشار شهود عيان من القرية على مسمع من توما وكسيف إلى أن قوات الاحتلال كانت قد عرقلت خروج عبيد إلى تلقي العلاج بعد إصابته. وخلال اللقاء أكّد والد الشهيد أن شرطة الاحتلال تحاول فرض شروط وقيود على تشييع جثمان الشهيد، وأكّد أنه لن يرضى بأي من الشروط التي يحاول الاحتلال فرضها، وأن من حقه وزوجته والعائلة إكرام الشهيد ودفنه كما يليق به.
في تعقيبها قالت النائبة عايدة توما- سليمان: "نخرج بقلوب مثقلة من بيت الشهيد، حيث لا عزاء ولا كلام يقال في حضرة ألم أم الشهيد. وهنا في العيسوية يتجسّد قمع الاحتلال للفلسطينيين في القدس، وتتجلى بوضوح سياسات سلطات الاحتلال والابرتهايد التي يقودها رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو بدعم كامل من الرئيس الأمريكي ترامب، ومن هنا نؤكد مجددًا أن إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر وستقضي على الاحتلال وبطشه وستقام دولة فلسطين المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقيّة".
أما النائب عوفر كسيف فقد قال: إن العيسوية تعاني منذ سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات وممارسات تعسفية. وتابع "خلال عملي كمحاضر في الجامعة العبرية في القدس كنت أسمع يوميًا صوت رصاص قوات الاحتلال في العيسوية".
وأدان كسيف بشدة ممارسات قوات الاحتلال والشرطة من إطلاق نار، وقتل واضطهاد منهجي لأهالي قرية العيسوية، لافتا إلى أن "سفك الدماء لن يتوقف بدون إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب إسرائيل". وقامت قوات الاحتلال بالتعرض بفظاظة للنائب عوفر كسيف وإغلاق الطريق أثناء خروجه من القرية، الأمر الذي أدى إلى نشوب مشادات بين الطرفين.
وشيّع آلاف المواطنين الفلسطينيين في بلدة العيسوية يوم الاثنين، جثمان الشهيد عبيد الى مثواه الأخير في مقبرة البلدة، بمشاركة عدد كبير من قيادات العمل الوطني في مدينة القدس.
وانطلقت مسيرة التشييع، بموكب مهيب، من منزل عائلة الشهيد الى مسجد الأربعين الكبير في البلدة، وسط هتافات تنادي بزوال الاحتلال.
وكانت عائلة عبيد تسلمت جثمان نجلها الشهيد بعد رضوخ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمطالب العائلة والأهالي ورفضهم شروط الاحتلال التي كانت تقضي بدفنه ليلاً بمقبرة المجاهدين بشارع صلاح الدين، وبمشاركة 50 من أقاربه ودفع 25 ألف شاقل لضمان تنفيذ الشروط، وبعد رفض العائلة لهذه الشروط وإصرارها على دفن الشهيد في مسقط رأسه "العيسوية" تنازل الاحتلال عن هذه المطالب .