أم كامل

بقلم: علي بدوان

السيارة العسكرية الروسية (زيل 57) نموذج لسيارات الزيل العسكرية التي تم انتاجها خلال مسارات الحرب العالمية الثانية، بموديلاتها المختلفة، والتي مازالت تتناسل حتى الآن، بـ "طرازات" جديدة أكثر تطوراً من ناحية التقنيات الموجودة فيها.

السيارة (زيل 57) موديل نهاية ستينيات القرن الماضي، اشتهرت في الحرب الفيتنامية، وكانت تعمل حتى أوقاتٍ قريبة في ترسانة المركبات العسكرية لعددٍ من الدول العربية، وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى الأخص جيش التحرير الفلسطيني. تلك السيارة أو الموديل اشتهرت بلقب (أم كامل)، ولا أعرف ما السبب الذي استدعى تسميتها بهذا اللقب.

عندما كنّا نستعد للإجازة الى دمشق من كلية المشاة العسكرية بحلب أثناء الدورة العسكرية كضابط مجند، كنّا نتسابق للصعود الى السيارة (أم كامل)، مفضلين هذا النوع على الأنواع الأخرى من سيارات الزيل العسكرية، كي توصلنا الى كراجات مدينة حلب ومن ثم نصعد بالباصات للوصول الى دمشق.

السيارة (زيل 57) أم كامل، عريضة، مسطحة على الأرض، ومن الصعب انقلابها في أي حادثٍ طارىء، عدا عن التعديلات التي تم ادخالها عليها، ومنها تحميلها الراجمات الكورية والصينية واستخدامها في ميدان العمل العسكري لإغلاق الثغرات بالكثافة النارية. وبالفعل لعبت سيارة (ام كامل) دورها في معارك حصار بيروت صيف العام 1982 ، عندما كانت تخرج من الحفر المخصصة لها، أو من قاع بعض الأبنية لتصب حمم الراجمات على مواقع العدو، ومن ثم تعود لمكانها.

 

بقلم علي بدوان

(الصورة المرفقة : سيارة أم كامل، زيل 57، لجيش التحرير في حصار بيروت).