الحديث عن " صفقة القرن " ، ينتشر كما النار في الهشيم ، لا لشيء فقط لأن من تقف ورائها الولايات المتحدة الأمريكية ، بشخص رئيسها دونالد ترامب . ولم تحظّ خطة أو " صفقة " أو مؤامرة بما حظيت به من اهتمام إعلامي وسياسي ، وتحديداً في منطقتنا العربية التي تشهد الحروب والمزيد من التحضير لتوسعة رقعة تلك الحروب .
" صفقة القرن " ، بما هو مُسربٌ منها يمكن القراءة في خلاصاتها على النحو الآتي : -
1. لا تتعامل مع القضية الفلسطينية على أساس قضية سياسية ، وقضية عدل وكرامة . بل على أساس سلعة تُباع وتُشترى . والذي على أساسه عقدت ورشة البحرين في الثلث الأخير من حزيران المنصرم
2. الصفقة تتعارض مع حقائق التاريخ والجغرافيا ، وحتى الشرعية القانونية
3. بُنيت على أساس حجم القوة التي يتمتع بها كل طرف من الأطراف المنخرطة في الصفقة
4. تريد إعادة تشكيل المنطقة والإقليم وفق رؤية أصحابها ومصالحهم ، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني
5. الهدف من وراء عدم الإعلان عنها ، من خلفية توفير القدر الأعلى من التهيئة النفسية أولاً ، وثانياً إتاحة أوسع هامش زمني لممارسة الضغوط على الأطراف المستهدفة
6. هي نتاج أفكار ورؤى صهيونية صاغها نتنياهو وفريقه والتي سُميت ب" السلام الاقتصادي " . ومعلوم أن " شمعون بيريز " كان قد سوقّ ل" السلام الاقتصادي " من خلال كتابه الذي أصدره في أواخر العام 1993 ، بعنوان ( الشرق الأوسط الجديد )
7. هي قمة الهرم في جبل تصفية القضية قاعدته سايكس بيكو 1916 ووعد بلفور 1917 ، لتأتي اتفاقات " أوسلو " عام 1993 ، لتشكل المنعطف الأخطر في مسار العمل على تصفية القضية وعناوينها الوطنية
8. لم يكن في مقدور الولايات المتحدة الذهاب بعيداً في تصفية القضية ، لو أن الأوضاع الفلسطينية على خير ما يرام ، حيث لا زال الانقسام السياسي والجغرافي سيد المشهد الفلسطيني . وفي المقلب الآخر الواقع العربي الرديء ، التي تذهب نظمه وتحديداً الرجعية منها مهرولة ليس للتطبيع وحسب ، بل لإقامة علاقات متقدمة مع الكيان ، والانخراط في تحالفات معه
9. هي استراتيجية شاملة على مستوى الإقليم ، تُتيح دمج الكيان بالمنطقة ، مما يفسح في المجال من تمكن الكيان اعادة انتاج دوره ووظيفته التي بدأ بفقدانها منذ حرب الخليج الثانية 1991 . والذي تكرسّ مع انتصار المقاومة في لبنان عام 2000 ، والحروب التي شنها على قطاع غزة 2008 - 2009 و 2012 و 2014
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني