نعيش حالة من التدهور السياسي والأخلاقي ، ويتجسد ذلك في مسلكيات وممارسات الأحزاب الفاعلة على الساحة المحلية ، التي ثبت بالدليل القاطع أن الكرسي بالنسبة لها اهم من المبدأ ، وفوق مصلحة الشعب ، وأنها لم تتعلم من تجربة الانتخابات الماضية ، حيث تنامت وزادت نسبة المقاطعين والممتنعين عن التصويت بعد تفكيك القائمة المشتركة .
هذه الاحزاب بلا شك تواجه أزمات حقيقية ، فكرية وبنيوية وقيادية ، وفقدت المصداقية وسقط القناع عنها ، ولم يعد بإمكانها خداع وتضليل الجمهور بأن المصلحة العامة وهموم المواطن اليومية والكل الفلسطيني هدفها الأساس ، فقد ثبت على أرض الواقع أن ذلك ما هو إلا مجرد شعارات زائفة وبراقة هدفها الحصول على اصوات والوصول إلى الكنيست باي ثمن .
ويطفو على السطح اطار حزبي جديد تحت اسم " الوحدة الشعبية " يقف على رأسه الأستاذ الأكاديمي د. اسعد غانم وعدد من الاكاديميين ، وهو حزب ايضًا هدفه انتخابي بحت لبلوغ اروقة الكنيست ، ويسعى اذا حالفه الحظ ، تشكيل كتلة مانعة بوجه اليمين الفاشي المتطرف ..!!
لقد عرفت جماهيرنا وجربت في الماضي عددًا من الاحزاب التي لم تجتز نسبة الحسم ، وحرقت آلاف الأصوات ، وأفادت بذلك احزاب السلطة .
الحزب الجديد بنظري لا يشكل بديلًا للأحزاب القائمة ، وانما امتداد او قل نسخة طبق الأصل في طروحاته ، ولا يأتي بشيء جديد سوى مسألة " الكتلة المانعة " ، ووفق توقعاتي أنه لن يصل إلى الكنيست اذا ما خاض الانتخابات لوحده ، بل سيحرق آلاف الأصوات ، كما فعل من سبقه .
لا حاجة لكل هذه التخرصات والمزايدات والجعجعات الفارغة ، فكل حزب يعرف ثقله ووزنه ، وفق معادلة الانتخابات السابقة ، وما افرزته نتائجها ، حيث بينت قوة كل حزب .
الفرصة ما زالت مواتية لقائمة مشتركة رغم ما تركته من آثار سلبية ضارة ، بعيد قرار لجنة الوفاق ، واعطاء المكان الثالث عشر للمستقلين . وإذا لم يتم ذلك فبرأيي المتواضع فسيكون بمثابة تشييع لكل الاحزاب ومقبرة لها إلى أبد الآبدين ، ولن يكتب لها الحياة مستقبلًا ، فانتهزوا الفرصة الأخيرة ولا تفوتوها .
بقلم : شاكر فريد حسن