كانت مشاركة حركة حماس في الإنتخابات التشريعية في٢٥ يناير ٢٠٠٦ وفوزها فيها غطاءا ضروريا للقيام بإنقلابها الذي نفذته على السلطة الفلسطينية في ١٥ حزيران ٢٠٠٧ م والذي لا زال مستمرا لغاية الآن رغم كافة الجهود التي بذلت والاتفاقات التي وقعت من اجل انهائه واستعادت وحدة المؤسسات الفلسطينية واستعادت العافية للنظام السياسي والدستوري الفلسطيني والخروح من المأزق الذي احدثه الإنقلاب للكل الفلسطيني ...!
ستثبت حركة حماس انها حركة انقلابية لا وطنية وتنفذ سياسة تسعى لتدمير الهدف الوطني الفلسطيني العام اذا ما استمرت في تسويفها في انهاء هذا الانقلاب فورا وتمكين الحكومة الفلسطينية من مزاولة نشاطها ومهامها والعمل على تمكين لجنة الانتخابات من اجراء انتخابات تشريعية و تعقبها انتخابات رئاسية لطي هذة الصفحة السوداء في تاريخ النضال الفلسطيني و التي صنعتها من خلال انقلابها على مدى اثني عشرة عاما وما خلفته من ضياع وتوهان ومعاناة لشعبنا في غزة وفي كل مكان... وما اتاحته من فرص ثمينة للعدو للبطش بشعبنا وتنفيذ مؤامرته على قضيتنا وآخرها مؤامرة صفقة القرن الصهيونية الامريكية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية واختزالها ببعض الجوانب الاقتصادية والانسانية.... واستخدام الوضع الانساني الذي احدثته في قطاع غزة بوابة لها..... اضافة الى تمادي حركة حماس في غيها في البحث عن اتفقات مع العدو الصهيوني بغرض تأمين و ادامة حكمها المنفرد والمستبد في قطاع غزة.... وتكريس حالة الإنقسام الذي احدثته بإنقلابها.....
فقد خرج علينا بالأمس احد قادتها العظام المدعو صلاح البردويل و الذي اصبح من اصحاب العقارات والملايين في قطاع غزة بسبب الإنقلاب بعد ان كان لايملك حيطا في مخيم على رأي الدكتور محمود الزهار بمبادرة (لاتهدف سوى لتعميق الشرخ الوطني وتكريس الكراهية بين ابناء الشعب الواحد وتأكيد التمسك بالإنقلاب ونتائجة الكارثية و الوخيمة ويدعو الى بدء مفاوضات جديدة بين فتح وحماس بعد كل تلك الاتفقات الموقعة من قبل فتح وحماس و الكل الفلسطيني ) ....بدلا من اعلان الإلتزام بها والسعي لتنفيذها فورا دون تأخير.....
مستخفا بعقولنا وبعقول ابناء شعبنا وكافة تشكيلاته بل ومستخفا بالأشقاء والأصدقاء الذين بذلوا الجهود المضنية في التوصل لتلك الإتفاقات وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية ....!
لإعطاء دفعة جديدة وفرصة جديدة لمناورات واستدراكات جديدة لتقويض تلك الجهود وما نتج عنها من اتفاقات لتمكين حركته الطوطمية والضلالية من جني ثمار استمرار انقلابها وتفردها دون اكتراث لمعاناة شعبنا ولأي من النتائج الكارثية التي انتجها الانقلاب.... و استمرار التمسك به وبنتائجه الخطيرة و على كافة المستويات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ....وعلى مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته برمتها..... إنه الخبث المقترن بالغباء والاستخفاف بالكل الوطني والعربي...
إننا نقول للسيد صلاح البردويل ...ولمن يساند رأيه الخبيث والسقيم ولحركة حماس ومن يساندها في مواقفها اللاوطنية كفى كفى كفى...... مناورات خبيثة وتكتيكات مريضه.... واستدراكات وخيمة....... دمرت الكثير من انجازات شعبنا وثورته بقيادة م. ت. ف......... والتي قدم شعبنا من خلالها التضحيات الجسام على مدى اكثر من نصف قرن من النضال من عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى حتى انتزع شعبنا تلك الإنجازات الهامة ....فلاتكونوا يا اهل حماس ويا مشايعيها معول الهدم والضياع..... وحجر سنمار في تصفية القضية الفلسطينية وطمسها..... ومدخل التمكين للعدو الصهيوني والمتآمرين معه للإجهاز على نضال شعبنا وحقوقه وقضيته...!!
نؤكد للملأ وبالفم المليان (ان لا حل امام الكل الفلسطيني للخروج من المأزق ومن حالة الاستعصاء السياسي غير التنفيذ الفوري والأمين للإتفاق الموقع في اوكتوبر ٢٠١٧م و التسليم الفوري والتمكين الكامل للحكومة في قطاع غزة من اجل اجراء الإنتخابات بكل المستويات التشريعية والوطنية والرئاسية..... وما عدا ذلك من رؤى ومواقف ما هو إلا امعان في تعريض شعبنا لمزيد من الضنك والتعب والمشقة والمعاناة وتعريض مقصود لتصفية قضيتنا الوطنية ....وافساح المجال للعدو الصهيوامريكي لتنفيذ مؤامراته التصفوية)...!
إصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم تفلحون...
وقد اعذر من انذر.....
بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس
رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض ٦ من تموز ٢٠١٩م