المطران حنا يستقبل وفدا من اساتذة كلية اللاهوت في جامعة اثينا

استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الاربعاء وفدا من اساتذة كلية اللاهوت في جامعة اثينا في بلاد اليونان والذين ابتدأوا جولة في الاراضي المقدسة استهلوها بزيارة مدينة القدس حيث رافقهم  المطران في جولة داخل البلدة القديمة من القدس وصولا الى كنيسة القيامة والكاتدرائية المجاورة.

ورحب المطران حنا بالوفد الاتي من كلية اللاهوت العريقة في جامعة اثينا وقال "نرحب بكم في مدينة القدس باسم كنيستنا ومسيحيي بلادنا وباسم شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من الظلم والقمع والاستبداد والاحتلال الممارس بحقه ."

وأضاف "الفلسطينيون يتطلعون للحرية ونتمنى من كافة المثقفين والعقلاء اصحاب الضمائر الحية في عالمنا بان يلتفتوا الى بلادنا المقدسة والى شعبنا المظلوم وقضيته العادلة وان يهتموا بشكل خاص بما يحدث في مدينة القدس التي تنهب وتسرق من اصحابها بهدف تغيير ملامحها وطمس طابعها وتزوير تاريخها وتحويلنا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين الى اقلية وضيوف في مدينة المقدسة .
الاحتلال يستهدفنا ويستهدف مدينة القدس ويتلقى دعما كاملا من ترامب واصدقائه في هذا العالم . وتابع قائلا :القدس يراد لها ان تتهود بشكل كلي في حين انها المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ومن المفترض ان تكون مدينة السلام ولكن اين هو سلام القدس مما يحدث فيها من ممارسات ظالمة بحق شعبها ، لقد غيب سلام القدس بفعل سياسات الاحتلال وممارساته الظالمة بحق شعبنا فمقدساتنا واوقافنا مستهدفة ومستباحة وابناء شعبنا الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة يُستهدفون في كافة مفاصل حياتهم والاحتلال سوف يهدم خلال الساعات القادمة عددا من الابنية والمنشأت في احياء مقدسية حيث سيؤدي هذا الى كارثة انسانية ومئات الفلسطينيين معرضين بين ليلة وضحاها الى ان يُطردوا من منازلهم وان يفترشوا الارض ويلتحفوا السماء .

اما اوقافنا المسيحية في القدس فحدث ولا حرج فمنذ عام 48 وحتى الان واوقافنا مستهدفة ومستباحة وعندما ستتوجهون الى القدس الغربية ستلاحظون ان هنالك ابنية حكومية اسرائيلية رسمية مبنية على اراض كانت تابعة للكنيسة ولكنها سربت عبر عملاء وسماسرة وجودوا وزرعوا لكي يقوموا بهذه المهام القذرة .

وقال "لقد تم استهداف اوقافنا وحضورنا في هذه المدينة المقدسة وبتنا قلة في عددنا ولكننا لسنا اقلية بل نحن مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني المناضل والمكافح من اجل الحرية واليوم نحن نقف امام انتكاسة جديدة ومتجددة وهي ان العقارات الارثوذكسية العريقة والابنية الجميلة في باب الخليل قد يستولي عليها المستوطنون في اي وقت فقد سُربت اليهم من ما لا يملك الى من لا يستحق وعملية التسريب هذه انما تعتبر من اخطر الصفقات والبيوعات التي تمت بحق كنيستنا واوقافنا ، انها خيانة عظمى بكل ما تعنية الكلمة من معاني وعندما ستذهبون الى بلدكم قولوا لحكومتكم الجديدة وقولوا للكنيسة الارثوذكسية اليونانية الشقيقة بأن القدس تضيع منا واوقافنا تسلب من اصحابها والقدس التي عرفتموها قبل سنوات قد تبدل وتغير حالها والمخفي اعظم .

نحن امام كارثة ونكبة جديدة تستهدف كنيستنا بهدف شطب وجودها وتهميش حضورها في هذه الارض المقدسة فالصهيونية الغاشمة والماسونية الشريرة تستهدفنا عبر اذرعتها وعملائها وادواتها .

انه استهداف غير مسبوق لاقدم واعرق كنيسة في هذه البقعة العريقة من هذا العالم، فأين هو العالم المسيحي مما يحدث ولماذا لا يحركون ساكنا من اجل ابطال هذه الصفقات التي قام بها اشخاص غير مخولين ولا يحق لهم ان يقوموا بما اقدموا عليه."

وطالب الدولة اليونانية وحكومتها الجديدة كما ونطالب الكنيسة اليونانية الشقيقة بأن تولي اهتماما بهذا الملف الخطير الذي ويا للاسف الشديد يتعرض لتعتيم اعلامي غير مسبوق فنحن امام كارثة وشيكة والبعض يتصرفون وكأنهم لا يرون ولا يسمعون شيئا وكما قال الكتاب المقدس " لهم عيون ولا يبصرون ولهم اذان ولا يسمعون ".

وتابع "نعلمكم وانتم تزورون مدينة القدس بأننا لا نريد ان تتحول مدينتنا الى متاحف يؤمها الزوار من كل حدب وصوب ولا نريد لكنائسنا المقدسة ان تتحول مثل اجيا صوفيا في اسطنبول الى متاحف يزوروها الاتين اليها من كل ارجاء العالم .

ان مسؤولية الحفاظ على حضورنا المسيحي في مدينتنا وفي بلادنا المقدسة انما تقع على عاتقنا جميعا وكما تستهدف المقدسات الاسلامية تستهدف ايضا المقدسات والاوقاف المسيحية وان كان هذا باساليب وانماط مختلفة ."

وقدم المطران عطا الله حنا للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات ورافق الوفد في زيارة الى منطقة باب الخليل حيث عاينوا الابنية التاريخية الارثوذكسية العريقة التي يستعد المستوطنون للاستيلاء عليها وسرقتها بطرق غير قانونية وغير شرعية