قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأن "صفقة باب الخليل المشؤومة انما تعتبر مؤشرا خطيرا ونقلة نوعية في التآمر على اوقافنا المسيحية بشكل خاص وعلى الاوقاف والعقارات في مدينة القدس بشكل عام."
يؤسفنا ويحزننا ان نرى هذه الجريمة النكراء المرتكبة بحق اوقافنا الارثوذكسية العريقة في باب الخليل في ظل حالة صمت معيب ومريب من قبل بعض الجهات المعنية التي كان من المفترض ان تكون رائدة في الدفاع عن هذه الاوقاف وفي اطلاق المبادرات الخلاقة الغير معهودة لابطالها واستعادتها .
يحق لنا ان نتسائل هل اصبحت ظاهرة تسريب العقارات في القدس ظاهرة روتينية؟! في حين ان مسألة تسريب العقارات المقدسية للمستوطنين يجب ان تحظى باهتمام اكبر واوسع ، ولا ننكر ان هنالك جهات واشخاص يبذلون جهودا كبيرة من اجل منع التسريبات ومن اجل افشال صفقة باب الخليل المشؤومة بشكل خاص ولهؤلاء نقدم شكرنا وتحيتنا وامتناننا مع املنا ان ينجحوا في تحقيق ما يتطلعون اليه ، اما هؤلاء الصامتين المتفرجين فنحن نعتبرهم شركاء في الجريمة المرتكبة بحق اوقافنا وعقاراتنا في القدس اذ لا يجوز الصمت امام هذه الجريمة المروعة الغير مسبوقة التي تخطط لباب الخليل وابنيته العريقة .
يبدو ان هنالك بعضا من الاشخاص لم يدركوا بعد خطورة ما يحدث في باب الخليل ولم يستوعبوا بعد ماذا يعني ان يضيع باب الخليل من ايدينا فهذه هي انتكاسة وكارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ، وفي ظل حالة الصمت المريب والمعيب نود ان ندق ناقوس الخطر مجددا لعل هذا الصوت يصل الى حيثما يجب ان يصل ويحرك الضمائر لكي تصحو من كبوتها ولكي تكتشف بأننا امام كارثة وشيكة قد تحصل في اية ساعة والمستوطنون يستعدون للاستيلاء على الابنية الارثوذكسية العريقة في باب الخليل .
نعرف جيدا من الذي سرب ونعرف جيدا من الذي خان الامانة ونعرف جيدا من هم المرتشون عديمي الانسانية الذين يقبضون المال مقابل تضليل وتزوير الحقائق والوقائع ولكن تبقى الحقيقة المرة التي يجب ان يعرفها الجميع من القريبين والبعيدين بأننا قد نخسر باب الخليل في اي وقت ولذلك لم يعد امامنا متسع من الوقت لكي نسمع عن لجان تعقد اجتماعاتها هنا وهناك للتدارس في مسألة عقارات باب الخليل فقد عُقدت الكثير من الاجتماعات وصدرت الكثير من البيانات وكل هذه لم تغير شيئا من واقع باب الخليل وما يخطط لابنيته الارثوذكسية العريقة .
وأضاف المطران حنا لدى استقباله ، اليوم الاربعاء، وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في القدس "ما هو مطلوب اليوم وليس غدا هو مواقف وافعال اكثر عملية فهنالك نشاط قضائي وقانوني يجب ان يتم بأسرع ما يمكن لابطال هذه الصفقات وهنالك نشاط سياسي يجب ان تقوم به الجهات المعنية من خلال تواصلها مع المرجعيات الروحية والسياسية في عالمنا."
وقال : اما نحن فنوجه ندائنا مجددا الى جلالة الملك عبد الله بن الحسين والى سيادة الرئيس محمود عباس بضرورة معالجة مسألة باب الخليل واتخاذ القرارات الصارمة والاجراءات القانونية والسياسية المطلوبة بهدف ابطال هذه الصفقة الخطيرة التي اشترك فيها اشخاص عديمو الانسانية والضمير وهنالك عملاء وسماسرة ومرتزقة يعملون كادوات في خدمة هذا المشروع الاحتلالي في المدينة المقدسة وامام التسريبات التي شاهدناها في الاونة الاخيرة في مدينة القدس يحق لنا ان نتسائل هل اصبحت الخيانة والعمالة وجهة نظر ؟! وهل اصبحت اوقاف القدس وعقاراتها عند البعض سلعة تباع وتشترى مقابل حفنة من دولارات الخيانة والعمالة .
وتابع : نعرف ان الساقطين العملاء مسربي الاوقاف انما هم شريحة قليلة العدد ولكن الاضرار التي تحدثها افعالهم في مدينة القدس انما هي خطر جسيم فاستمرار الوضع في مدينة القدس على ما هو عليه انما يهدد بأن تتحول القدس الى بؤرة استيطانية وان نتحول نحن كفلسطينيين الى اقلية والى ضيوف في مدينتنا .
وأضاف : الوضع في مدينة القدس خطير للغاية والقدس لا تحتاج الى بيانات شجب واستنكار واجتماعات لا يخرج منها شيء بل ما تحتاجه القدس في هذه المرحلة العصيبة قرارات عملية واجراءات على الارض لوقف هذه التعديات وهذه التسريبات التي تستهدف اوقافنا وعقاراتنا .
واستدرك بالقول : اتمنى من الصامتين والمتفرجين والمكتوفي الايدي ان يدركوا جسامة المخاطر المحدقة في منطقة باب الخليل فاستيلاء المستوطنين على عقارات باب الخليل الارثوذكسية يعني شطب وجودنا وتهميش حضورنا واستهداف تاريخنا وتراثنا وعراقة جذورنا في هذه الارض المقدسة .
وقال "ان صفقة باب الخليل انما هي جريمة تضاف الى الجرائم التي ارتكبت سابقا بحق اوقافنا وعقاراتنا والتي سربت بطرق غير قانونية وغير شرعية ." مشددا على انه "لا يجوز الاستسلام والقبول بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا في مدينة القدس ولا يجوز القبول بما يخطط لمنطقة باب الخليل وابنيتها الارثوذكسية العريقة والتي تعتبر بوابة القدس الى كنيسة القيامة والبطريركيات والاديرة والكنائس وحارة النصارى وغيرها من حارات القدس العتيقة ."
واكد على "ان ضياع ابنية باب الخليل هو امعان في استهداف الحضور المسيحي في المدينة المقدسة وهو امعان في استهداف مدينة القدس كلها ."وقال "الاقصى مستهدف ومستباح اما اوقافنا المسيحية فترتكب بحقها جرائم من قبل اشخاص يديرون مشاريعهم من الخارج ويجلسون في مكاتبهم المكيفة ويقبضون الاموال الحرام التي سوف تكون مصدر وبال ولعنة عليهم وعلى من يشارك معهم في هذه الجرائم المرتكبة بحق اوقافنا وعقاراتنا في مدينة القدس ."
وختم حديثه : اقول للسماسرة والعملاء المرتزقة الذي يسربون اوقافنا للمستوطنين بأنكم لن تهنئوا باموالكم وبارصدتكم البنكية الموجودة في بعض البنوك العالمية واذكركم بالقول الذي كان يقوله ابائنا واجدادنا " مال الوقف بهد السقف" فاموالكم المنهوبة بفعل تسريب عقاراتنا واوقافنا ستكون مصدر لعنة على كل واحد منكم لان اوقافنا في القدس ليست سلعة معروضة للبيع وكل زاوية في القدس وكل حبة تراب من ثرى هذه المدينة المقدسة تعني بالنسبة الينا التاريخ والعراقة والانتماء والجذور العميقة في هذه الارض المقدسة .
من يبيعون اوقافنا انما هم بالفعل قد باعونا ولا يهمهم ان يبقى المسيحيون في هذه الارض وان من يسربون اوقافنا انما يبيعون تاريخا وتراثا عريقا لم ينقطع لاكثر من الفي عام .
ان من بنى هذه الابنية التاريخية العريقة في باب الخليل هم اساقفة قديسون ورهبان مجاهدون بنوها من دمائهم ومن عرقهم لكي يحافظوا على القدس وطابعها وعلى الحضور المسيحي في هذه المدينة المقدسة .
ويل لكم يا ايها السماسرة مسربي العقارات من هؤلاء الاباء القديسين الذين يشاهدونكم اليوم وانتم ترتكبون هذه الخيانة العظمى ، ويل لكم من هؤلاء الاباء والرهبان المجاهدين الذين هم في السماء اليوم مع القديسين والصديقين ويرون بأن ما بنوه يباع بحفنة من دولارات الخيانة والعمالة من قبل اشخاص تخلوا عن انسانيتهم وعن ايمانهم وعن قيمهم وعن استقامتهم ."