على الرغم من أنه يرى كل يوم امرأةً أجمل من تلك المرأة، التي عرفها قبل دهر ولّى، إلا أنه لا ينجذب البتّة لأية امرأة سوى لتلك، التي رأى فيها كل الأنوثة حتى صوتها أنثوي بامتياز، فهو لم يطرب من صوت امرأة إلا من تلك المرأة، فمن صوتها كان يهدأ، رغم مشاكله الملاحقة له، فهو دائم التفكير في تلك المرأة، لأنها كانت تعلم كيف تهدئه بهمساتها، لكن غيابها عنه جعله ينفر من كل النساء.. يتمنى أن تعود من غربتها، لكنه يعلم بأنها لن تعود، ولهذا يظلّ يفكّر فيها، فمن لحظة رحيلها باتَ حزينا لا يفتح قلبه لأية أمرأة أخرى، لأن تلك المرأة شعرَ معها بطعمِ الحياة، فأنوثتها غير العادية سلبت عقله، فمِنْ أنوثتها أحبّ الحياة بكل مرارتها، فهو لا يفكّر في أية امرأة أخرى، رغم تعارفه في مناسبات عدة على نساء أخريات، إلا أنه لمْ ينجذب البتّة لأيّةِ واحدة منهن، فيقول أحيانا بينما يكون جالسا على أريكته: لماذا تلك المرأة تظلّ تجذبني رغم رحيلها؟ فهل لأن أنوثتها مختلفة عن كل ما أراه في أية امرأة أم لأنها هي امرأة بكل ما تعنيه الكلمة؟ فمن نظراتها كانت تهدّئه بعينيها الصاخبتين.. فمِنْ كاريزماتيتها تبدو امرأة فيها كل الأنوثة بمعنى الأنوثة.. فتفكيره مستمر في امرأة رحلتْ لسبب قاهرٍ، ربما ستعود ليكفّ عن التفكير المجنون فيها..
عطا الله شاهين