المالكي: دولة جديدة ستعترف بدولة فلسطين نهاية الشهر الجاري

أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينية رياض المالكي، أننا سنشهد اعتراف دولة جديدة بدولة فلسطين مع نهاية هذا الشهر، وبالتالي سيصل مجموع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين الى 140، ما يدلل على الجهود الجمة التي تقوم بها القيادة على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.

واشار المالكي في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين، الى أن دولة فلسطين متواجدة دائما في كل المؤتمرات الاقليمية والدولية، مضيفا ان فلسطين دائما تنتخب في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز كنائب رئيس في الحركة، مشيرا إلى عقد اجتماع للجنة فلسطين في حركة عدم الانحياز، وهي مجموعة تمثل الدول التي ترأست الحركة على مدار سنوات إقامتها، وعلى أن يصدر بيان قوي عنها داعم لفلسطين.

وبين المالكي، انه بعد ذلك سيزور جمهورية الأكوادور وسيتم التوقيع على ثلاث اتفاقيات، ومن ثم سيلتقي الرئيس الاكوادوري ووزير الخارجية، ومن ثم سيعقد اجتماعا لسفرائنا في القارة في أميركا اللاتينية للتباحث حول كيفية تمتين العلاقة مع القارة وتصويب العلاقات، وتفعيل دور الجاليات الفلسطينية.

وأشار المالكي إلى زيارة اخرى سيقوم بها الى جزيرة "سانت فينسيت والغرينادين"، وهي دولة صديقة تعترف بدولة فلسطين، وانتخبت كعضو غير دائم في مجلس الامن، وسوف يتم التنسيق معها حول القضية الفلسطينية، مبينا أنه بعد هذه الزيارة لأميركا اللاتينية، سيعود باعتراف إحدى الدول بدولة فلسطين.

وفي سياق آخر أكد المالكي أن الاجتماع الاستثنائي الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية في منظمة التعاون الاسلامي مؤخرا، جرى بشكل ممتاز وشهد تجاوبا فوريا من الدول الاعضاء مع الطلب الفلسطيني لعقد الاجتماع.

ولفت إلى أن أكثر من ثلثي الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي حضروا الاجتماع، وعدد الدول التي تحدثت كانت 22 دولة أغلبهم كانوا على مستوى وزير دولة أو وزير خارجية أو نائب وزير، وتم التركيز على دعم فلسطين في مواجهة سياسة الاحتلال وسياسة تهويد مدينة القدس عاصمة فلسطين، وما تتعرض له المقدسات الاسلامية والمسيحية.

وبين المالكي، أن البيان الذي صدر عن الاجتماع غاية في الأهمية، والرسالة التي خرجت منه قوية ومساندة لدولة فلسطين، وتدين بأشد العبارات ما تقوم به اسرائيل، كما تدين ممثلي الادارة الأميركية الذين شاركوا بافتتاح النفق التهويدي في مدينة القدس المحتلة، ولم تتردد الدول الاعضاء بتسمية الإدارة الأميركية باسمها وإدانة تعاونها مع اسرائيل والتي أصبحت أداة تنفيذية لها تروج وتشرع هذه السياسة.

وكشف المالكي، أن (57) دولة من الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي رفضت ما تقوم به اسرائيل من سياسات، مبينا أن كل من راقب الاجتماع الذي عقد في جدة، أصيب بالذهول نتيجة الدعم والاسناد لدولة فلسطين.

وقال: "طلبنا من الدول الاعضاء تشكيل وفود للتوجه إلى الدول المؤثرة وأن تشرح لها موقف المنظمة، وتطلب منها إدانة ما تقوم به اسرائيل من خروقات للقانون الدولي، وما تقوم به في المدينة المقدسة، مبينا أن المنظمة وافقت على ارسال الرسائل إلى كل الدول والعواصم".

وأضاف: "كما طالبنا الدول الاعضاء بقطع علاقتها مع كل الدول التي نقلت سفارتها إلى القدس أو فتحت مكاتب تمثيلية لها فيها، ونأمل بأن تتم ترجمة كل ما تم اقراره على أرض الواقع عبر سياسات ممنهجة"، لافتا إلى أنه تم الاجتماع بالأمين العام للمنظمة للبحث في آليات التنفيذ، وان ثمة اجراءات تم التوافق عليها مع الامانة العامة، مشيرا إلى تقديم مسودة مشروع بيان للاجتماع تم اعتماده دون تغيير.

وبخصوص الوضع المالي الصعب الذي تمر به دولة فلسطين، وتذكير الدول بالتزاماتها ومسؤولياتها حيال شعبنا وتعزيز صموده، خاصة في مدينة القدس، قال المالكي: "تركنا الموضوع لكل دولة على حدة للتفكير في كيفية تقديم هذا الدعم، سواء بشكل مباشر أم عبر المنظمة".

وقال المالكي: "نحن نستمد القوة والشجاعة من الرئيس محمود عباس، وندين سياسة الإدارة الأميركية"، مذكرا أنه عندما قررت هذه الادارة نقل سفارتها إلى القدس توجهت القيادة إلى محكمة العدل الدولية وتم رفع شكوى ضد الولايات المتحدة الأميركية، وقدمت مرافعة قانونية في الخامس عشر من مايو الماضي، وقال: "المطلوب من الادارة الأميركية أن تقدم مرافعة قانونية في الخامس عشر من نوفمبر المقبل، وفي حال رفض هذه الإدارة أو رفصها الحضور ستبقى القضية بالمحكمة وسوف نتابعها".

وأكد المالكي، التواصل مع دول مقتدرة ماليا، والتوصل إلى مراحل متقدمة معها لتقديم مساعدات مالية أو قروض، معربا عن أمله بأن يتم اتخاذ القرار النهائي خلال الفترة المقبلة، وقال: "نعمل على تجنيد الدعم المالي من خلال بعض الدول العربية لتخطي الأزمة المالية"، مؤكدا التزام الدول العربية بمواقفها المساندة لقضيتنا العادلة وملتزمة بالمبادرة العربية للسلام.

وحول انجازات فلسطين في قيادة مجموعة الـ77 والصين، قال المالكي "إنها تجربة رائعة ومميزة ساهمت في صقل الشخصية الاعتبارية لدولة فلسطين في التنمية المستدامة، حيث خرجنا من الاطار السياسي".

وتطرق الى أن دولة أذربيجان انضمت لعضوية المجموعة بناء على طلب دولة فلسطين وقال: "هذا لم يحدث مسبقا، وبالتالي نحن عملنا اختراقا في فتح باب العضوية ودعوة دول أخرى للانضمام، لافتا إلى أن الرئيس محمود عباس يسعى من أجل انضمام دول أخرى، ونحن نعمل من أجل ذلك، مشيرا إلى أنه عندما سيقدم الرئيس تقريره حول الانجازات مع نهاية هذه المسؤولية للدولة الجديدة، سوف نتحدث عن عدد إضافي من الدول التي ستنضم لعضوية المجموعة، إذ تم توجيه رسائل إلى بعض الدول تدعوها للانضمام.

وأشار المالكي إلى أنه سيعقد مؤتمر هام في الثالث والعشرين من ايلول المقبل، سيحضره الرئيس وسوف يتحدث فيه باسم مجموعة الـ77 والصين حول التنمية المستدامة.

واضاف المالكي: "نحن لا نريد أن ننهي رئاسة مجموعة الـ77 والصين دون ان تستضيف فلسطين إحدى فعالياتها، ونأمل في شهر تشرين الأول المقبل أن نتمكن من استضافة إحدى فعالياتها في فلسطين، وما زلنا نتباحث مع السكرتارية حول الموضوع الذي نستطيع من خلاله أن نقدم إضافة نوعية ضمن المجموعة، لكي تصبح فلسطين العنوان لمؤتمرات متلاحقة حول هذا الموضوع خلال الأعوام اللاحقة، ونحن نحضر لاجتماع كبير ونوعي خلال هذا العام"، معربا عن أمله بأن يكون هذا الاجتماع ثابتا يتم عقده بشكل سنوي ضمن فعاليات المجموعة.

واكد المالكي أن هذه التجربة أضافت الكثير لدولة فلسطين، فهي تثبت أن لدى فلسطين من الكفاءة والقدرة لكي تصبح دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة، وأن تترأس مجموعات تضم العديد من الدول، معتبرا هذه التجربة بمثابة اختبار سوف يثبت للجميع مدى كفاءتنا، وهي مميزة في اخراجنا من البوتقة التي وضعتنا في الإطار السياسي

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -