استقال ضابط رفيع من استخبارات الاحتلال العسكريّة "أمان" من منصبه، على خلفيّة فشل عمليّة خان يونس في تشرين أول/ نوفمبر الماضي، بحسب ما ذكر المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، اليوم، الأحد.
وبحسب الصحيفة، فإن الضابط المستقيل هو المقدّم (ي)، وتدخل استقالته حيّز التنفيذ الأسبوع الجاري، على أن يحلّ مكانه العقيد (ج)، الذي استدعي للخدمة العسكريّة بعدما أنهاها سابقًا.
وبحسب "عرب 48" فقد كان للمقّدم (ي) دور مركزي في "وحدة العمليّات الخاصّة" التابعة لـ"أمان"، "ودور حسّاس لدرجة لا يمكن فيها وصفه حتى بتعبيرات عامّة"، بحسب ما ذكرت الصحيفة، وقالت إنه "مسؤول بشكل مباشر عن نتائج العمليّة الفاشلة في خان يونس والتي أدت إلى مقتل المقّدم (م)، الذي كان يعمل تحته، رغم أنهما يحملان نفس الرتبة العسكريّة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المقدّم (ي) كبر في "أمان" وقاد عدّة عمليّات خاصّة وشارك فيها، وفي إطار عمله قام بالتحضير للعمليّة الفاشلة في خان يونس، التي بيّنت التحقيقات أنّ عملية التحضير لها شابتها "فجوات كبيرة".
ووفقًا ليهوشواع، "كلّما ازداد عمق التحقيقات، وصل المحقّقون إلى أماكن حسّاسة جدًا سيكون لها تأثيرات واسعة على كافة نشاطات العمليات الخاصّة".
ومن بين الفجوات في التدريبات، بحسب "يديعوت أحرونوت"، كانت تركيبة أعضاء القوّة التي شاركت في العملية، إذ بيّنت التحقيقات أنه كان يجب اختيار مقاتلين آخرين لهذه العمليّة، "حتى يكمل أحدهم الآخر".
ومطلع الشهر الجاري، بيّنت تحقيقات رسمية نشر جيش الاحتلال جزءًا من نتائجها عن عمليّة خانيونس الفاشلة أن الضابط الإسرائيلي قتل برصاص جنوده.
وشملت التحقيقات "وحدة العمليّات الخاصّة" وأجرى تحقيقين منهما طاقمان خارجيّان، وتركّزت على السبب الذي دفع عناصر حركة حماس إلى الاشتباه بالقوّة الإسرائيليّة، التي كانت متنكّرة. غير أن الإجابة عن هذا السؤال لم تنشر، في حين كتبت "هآرتس" أن "شيئًا ما في تصرّفات مقاتلي القوّة أثار اشتباه السكّان الفلسطينيين، الذين كان من بينهم أفراد من الذراع العسكري لحركة حماس"، وأضافت الصحيفة أن "جيش الاحتلال غير مستعدّ لنشر ما هي هذه التصرفات".
وفي إشارة إلى أهميّة العمليّة، كشف الجيش أن التحضير لها استمرّ 7 أشهر، "من التجهيزات الدقيقة، التي شاركت فيها القوّة السرية التي نفّذت العمليّة وكافة الأجهزة الاستخباراتيّة، ونفّذت خلالها تدريبات مفصّلة"، في حين أشرف على العمليّة نفسها، من "خليّة القيادة الأماميّة" رئيس أركان جيش الاحتلال حينها، غادي آيزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تامير هايمان، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، نداف أرغمان.
وقال محلّلا الشؤون العسكريّة في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل ويانيف كوبوبفيتش، تعليقًا على نتائج التحقيق، إنه "لا يجب الخطأ بتقدير قوّة الهزّة التي يمر بها قسم الاستخبارات في قيادة أركان جيش الاحتلال وفي ’وحدة القوات الخاصّة’ في أعقاب الخطأ. إنه فشل غير مسبوق، سيؤدي إلى تغييرات بنيوية وحسيّة في طريقة عمل الاستخبارات العسكريّة ووحداتها مستقبلا"، وأضافا أن فشل العمليّة أحدث بالفعل "سلسلة من التغييرات في المناصب العليا في وحدة العمليات الخاصّة، رغم أن التحقيقات لا تشمل استنتاجات شخصيّة ضد المشاركين في العمليّة" ومن هذه التغييرات طلب قائد الوحدة في القوات الخاصّة التي نفّذت العمليّة، وهو ضابط بدرجة عميد، مؤخرًا، الاستقالة من منصبه قبل إنهائه فترته المعهودة، بالإضافة إلى أن قائد "القوات الخاصّة"، سيستقيل من منصبه ومن جيش الاحتلال قريبًا، على خلفيّة فشل العمليّة.
وبحسب نتائج التحقيق، فإنّ هناك سببين مركزيّين للفشل، هما "الصعوبات في الحاضنة العسكريّة للعمليّة" وهو ما شرحته "هآرتس" بأنه بعد الفحص "تبيّن أنّه وجد عدم توازن في عمل القوّة: فهي تعتبر مجرّبة ومدرّبة، حتى فرض عليها ضغط كبير دون أن الأخذ بعين الاعتبار تفاصيل التفاصيل لكل ما يمكنه أن يعقّد العملية"، أما السبب الثاني فهو أخطاء مهنيّة نُقَطِيّة ومحدودة جدًا، "ساهمت على ما يبدو في انفضاح القوّة".
وتواجه شعبة الاستخبارات العسكرية أزمة شديدة، منذ العملية العسكرية الفاشلة في خانيونس، تتمثل باضطرار رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، إلى التوجه إلى العميد (أ) (48 عاما)، ليعود إلى الخدمة الدائمة في الجيش، كي يتولى مجددا قيادة لواء العمليات الخاصة، وذلك من أجل إعادة بناء هذا اللواء "الذي تضرر جدا بعد فشل العملية الخاصة في غزة، في تشرين الثاني/نوفمبر الأخير"، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" سابقًا.
وقالت الصحيفة إنه في حال استجاب (أ) لطلب كوخافي، فإنه سيخلف العميد (ج)، الذي قاد في الماضي كوماندوز النخبة "سرية هيئة الأركان العامة". ولم تذكر الصحيفة سبب خروج (ج)، لكنها أشارت إلى أن الأزمة في لواء العمليات بدت شديدة في أعقاب تسريح قائد "سرية هيئة الأركان العامة"، العقيد (ح)، "غير المألوف"، من الخدمة العسكرية والخروج إلى التقاعد المبكر.
بينما تشير تكّهنات إسرائيلية إلى أن فشل العملية قد يطيح قريبًا بهايمان من منصبه.