"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
فارق الحياة المناضل الوطني الكبير بسام الشكعة بعد عمر حافل بالعطاء والنضال الوطني المشرف في خدمة الشعب والوطن والقضية.
نعم كان مثالاً للشهامة والكرم، والنقاء والطهر ،عرف عنه الاستقامة،وصراحته القاطعة، وأسلوبه الواضح الذي لا يدعه يداور أو ينافق أو يداري . كان وثاب الهمة، وشامخ كشموخ جبال الجرمق وجرزيم وعيبال، رغم إصابته وفقدانه لأطرافه اثناء محاولة اغتياله ورؤساء البلديات في الثمانيات ، هو ذو مثل رفيعة وأهداف تحررية عالية، مخلص فيما يؤمن بأنه حق ولا يخشى فيه لومة لائم.وابرز ما يميزه هدوؤه واتزانه ورصانته وتبصره وإيثاره الجهد الصامت في خدمة وطنه وشعبه. وهو احد القادة الذين تركوا بصمات لا تمحى، أحب شبعه وبلاده أكثر من نفسه وجعل ذاته مدرسة في النضال والأخوة والمحبة والتسامح والود والألفة، فأحبه عدد كبير من أبناء شعبه بمكوناتهم السياسية والاجتماعية والتفوا حوله، إنه نموذج فريد من نوعه وظاهرة وطنية لا مثيل لها. كان رقيقا رغم صلابته في المواقف الصعبة والمحن. في حين كان قويا ومتماسكا بالقيم والمباديء، كان الشكعة امينا وصادقا وعفيفا. وذو شخصية قوية وخصال حميدة واخلاق عالية، اضافة الى إخلاصه لفلسطين وللامة العربية وثوابتهما الوطنية والقومية. كان مستعدا للتضحية بحياته من اجل كل القضايا التي كان يؤمن بها. كان يزداد قوة وصلابة كلما زادت عليه المحن والمصائب. كانت فلسطينيته اصيله وعروبته راسخة ومتجذرة في اعماق الارض. هكذا كان ابا نضال على الدوام.
الحديث عنه وعن تاريخه المشرف وسجله الناصع طويل وذا شجون، واهم ما في هذا التاريخ اخلاصه للوطن واهله طيلة حياته،. هذا السجل المشرف لا يمكن اختزاله في كلمات او عبارات او صفحات قليلة،. فبرحيله تخسر الحركة الوطنية الفلسطينية أحد مناضليها الأشاوس التي خلدت بصماتها في سفر الثورة وذاكرة الوطن طوال عقود من الزمن. لقد رحل بعد ان خلف ورائه إرثاً نضالياً وسلوكاً وقيم في الوطنية والإيثار والتي ستظل حاضرة في ذاكرة أجيال وطننا المتعاقبة وكل من عايشه وعرفه عن قرب، كان رحمه الله لا يساوم في المواقف حتى في أحلك الظروف وأصعبها قتامة وإيلاماً.
رحم الله الراحل الكبير ابا نضال واسكنه فسيح جنانه، والهم اهله واصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان وحسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون.
بقلم/ فراس الطيراوي