عن الشهيد زهير محسن (أبو حسن)

بقلم: علي بدوان

ولد في مدينة طولكرم في فلسطين المحتلة، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في المدرسة الفاضلية فيها فحاز الشهادة الثانوية منها سنة 1954. والتحق بدار المعلمين في عمان وتخرج فيها سنة 1956. ثم مارس مهنة التعليم في مدينة معان الاردنية (1965 – 1959)، وفي الدوحة بإمارة قطر (1959 – 1960)، وفي الكويت (1960 – 1968).

انتسب إلى الإتجاه القومي سنة 1953. وفي سنة 1957 أصبح عضواً في قيادته في مدينته طولكرم، ثم عضواً في قيادة فرع الكويت سنة 1964. وفي سنة 1968 ترك الكويت وتفرغ للعمل السياسي في القيادة العامة لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة)، وانتقل إلى دمشق.

انتخب زهير محسن في المؤتمر القومي الحادي عشر سنة 1971 عضواً في القيادة القومية وعين أمين سر منظمة الصاعقة، وفي تموز 1971 أصبح أميناً عاماً لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة). وفي المؤتمر القومي الثاني عشر سنة 1975 أعيد انتخابه عضواً في القيادة القومية للحزب.

اختير عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الرابعة (10 – 17/7/1968). وفي تلك الدورة انتخب نائباً لرئيس المجلس. ثم انتخب في الدورة التاسعة للمجلس (القاهرة 27/2 – 3/3/1971) عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيساً للدائرة العسكرية فيها. وظل يشغل هذا المركز في منظمة التحرير الفلسطينية حتى استشهاده يوم 26/7/1979 في  جنوبي فرنسا.

تزوج الشهيد زهير محسن متأخر نسبياً، وحينها دعاه صديق له، كان يشغل سفير لبنان في فرنسا لزيارة منزله جنوب فرنسا والإقامة به لعدة ايام، وهو ماحصل حين عودته من ترأسه لوفد فلسطين في القمة الإفريقية التي عقدت في كوناكري عاصمة غينيا.

هناك تفاصيل دقيقة، لاداعي للإستطراد بها، لكن يد الغدر كانت تنتظر الشهيد وبرفقته زوجته، حيث استشهد برصاصة واحدة أطلقها عليه قاتل محترف، وقد أدّت التحقيقات اللاحقة للكشف عن هوية القاتل، ولكشف كامل تفاصيل اغتيال الشهيد زهير محسن. وقد نال ذلك القاتل نصيبه المتوقع بعد عدة سنوات.

زهير محسن كان من رجالات فلسطين، ومن اصحاب الكلمة المسموعة في سوريا، وهناك عشرات المواقف التي اتخذها من اجل شعبه، وخاصة فلسطينيي سوريا ولبنان، وفلسطينيي الداخل حين كان باللجنة المعنية بايصال الدعم المالي لفلسطينيي الداخل.

دُفن في مثوى شهداء فلسطين باليرموك، في موكب كبير، وقد سجي جثمانه على عربة مدفع، وشارك بالتشييع الرئيس الراحل حافظ الأسد والشهيد ياسر عرفات، اللذين سار معاً خلف النعش بشوارع اليرموك وصولاً الى مثوى الشهداء، وتشرفت بالمشاركة على رأس التنظيم الطلابي في جامعة دمشق بالمشاركة بالتشييع، وحالفني الحظ أن اكون قريباً جداً من الرئيسين الراحلين حافظ الأسد وياسر عرفات في التشييع، وعند القاء الكلمات في ساحة المقبرة قرب نصب الجندي المجهول.

رحم الله الشهيد زهير محسن، حيث تقترب الذكرى الأربعين لإستشهاده، والتحية والتقدير لنجله الوحيد، الدكتور حسن زهير محسن.

 

بقلم علي بدوان