صحة غزة: حياة المئات من مرضى الهيموفيليا والثلاسيميا في خطر شديد

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، من أن حياة المئات من مرضى الهيموفيليا والثلاسيميا باتت في خطر شديد، بسبب تفاقم نقص الأدوية الخاصة بهم.

وأوضح الطبيب هاني عياش؛ استشاري أمراض الدم، "أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية تُنذر بأن هناك مرضى قد لا يعد بمقدورهم حتى الصراخ".

وأفاد عياش خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة اليوم الإثنين في مشفى غزة الأوربي، بأن "مرضى الهيموفيليا والثلاسيميا من الفئات المرضية الذين يحملون تفاصيل مؤلمة للوجه الأصعب للأزمة".

وأضاف: "نجدد نداء الاستغاثة لكافة الجهات المعنية بضرورة العمل الفوري والعاجل بتعزيز الأرصدة الدوائية لهؤلاء المرضى، والذين يرقبون أيام تمضي من أعمارهم على مقصلة الحصار وأزمة دواء لطالما زادت في ظلمة ليلهم".

وبيّن بأن عدد مرضى الثلاسيميا في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة يبلغ 866؛ منهم 309 حالات في غزة ما بين درجة عظمى ودرجة متوسطة معتمدة على نقل الدم للبقاء على قيد الحياة.

وأشار إلى أنه من أهم المضاعفات الناتجة من نقل الدم "تراكم الحديد، والذي يبقى في الجسم، ويؤثر بشكل مباشر على الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد والبنكرياس والغدد".

وحذر الطبي عياش، أنه "في حالة عدم علاج هذه المضاعفات بشكل جيد وصحيح باستخدام الأدوية الطاردة للحديد، ستتأثر الأعضاء السابق ذكرها مسببة فشل في وظائفها الهامة والحيوية وبالتالي الوفاة".

وأردف: "بعض المرضى ونتيجة للارتفاع المستمر في مستوى تحليل مخزون الحديد أكثر من 20.000 (الطبيعي أن يكون أقل من 2000) أصيبوا بداء السكري المعتمد على الأنسولين وبعض منهم تأخروا في النمو".

وبخصوص مرضى الهيموفيليا، أوضح عياش أن عدد المرضى (من كلا النوعين A&B) في قطاع غزة يبلغ 125 حالة وهو مرض وراثي يستمر مع المريض مدى الحياة.

وأكد أن هؤلاء المرضى لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة "إلا بتوفر الدواء البديل لنقص عامل التجلط (الفاكتور)".

ونوه: "هناك مرضى فقدو الحركة وأصيبوا بإعاقة دائمة نتيجة عدم توفر كميات الفاكتور بالشكل المطلوب".

ولفت النظر إلى أن الأدوية "لا تباع في الصيدليات الخاصة، لأن سعرها مكلف جدًا (قيمة الحقنة الدوائية 1300 شيكل نحو 360 دولار)".

وتابع: "من أهم مضاعفات نقص الأدوية لهؤلاء المرضى الإعاقة الحركية (للمدارس والجامعات والوظيفة) عدم التمتع باللعب للأطفال والتأثير النفسي والاجتماعي، وعدم علاج الأسنان بالشكل الصحيح، وعدم القدرة على تغيير وزرع المفاصل المنتهية لديهم ولا يوجد بديل دوائي آخر".

وحذر عياش من أن لواقع صحي "يتدحرج نحو الأسوأ لهؤلاء المرضى".

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -