بلدة صور باهر متاخمة للقدس الشرقية المحتلة، وبالرغم من أنها تقع ضمن "منطقة أ" التي تتبع إدارياً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وبعنصرية وقحة ارتكبت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، جريمة حرب في 22 يوليو الحالي، حيث هدمت ستّة عشر مبنى سكنيّاً يضمّ مائة شقّة في حيّ أبو الحمص، جنوب القدّس المحتلة، بعد عمليّة حصار ومداهمة عسكريّة، مدعومة بالمجنزرات والمصفّحات والآليات الثقيلة، والتهمة أن تلك البنايات تقع ضمن جدار التوسع والضم الاسرائيلي ..!؟
وكانت ردود الفعل الفلسطينية قوية، وأعتقد أنها لن تتوقف، لان خطة الاحتلال التدميرية والاستعمارية تهدف لتشريد السكان الأصليين وافراغ الأرض وليس من المستبعد أن تستمر "اسرائيل" في استمرار عمليات الهدم للمباني الفلسطينية، وبالتالي فإن تحريك المنظمات الانسانية ورفع قضية عاجلة لمحكمة الجنايات الدولية وتوثيق جرائم الحرب الاسرائيلية جميعها تشكل عوامل ردع للمحتل وادانة له وبل تجريم ما يقوم به من عنصرية وارهاب منظم ضد الانسان والوجود الفلسطيني فوق أرضه المحتلة.
ان نشر الفوضى والأزمات لدى المجتمع الفلسطيني بواسطة الاحتلال، يأتي من خلال ضوء أخضر أمريكي ويتفق مع صفقة القرن الأمريكية التي ظهرت كثير من معالمها والتي تشكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية ومصير القدس المحتلة خاصة والأراضي الفلسطينية عامة، وتعتبر الجريمة في صور باهر مقدمة لتنفيذ خطة القدس الكبرى لتفريغها من السكان العرب والابقاء على أقل من 19% منهم ليتحولوا الى أقلية نتيجة لتخوفات ودراسات اسرائيلية حول تأثير العامل الديمغرافي على القدس لصالح العرب "السكان الأصليين"، واخراجهم الى البلدات الفلسطينية المجاورة للقدس وايضا شق مساحات كبيرة من تلك البلدات بحجج أمنية واهية ومرفوضة وبقرارات من المحاكم الاسرائيلية التي تكرس وجود الاحتلال وتشرعن الاستيطان وتهجير الفلسطينيون.
المطلوب الاستمرار في حشد كل الطاقات الداخلية والاقليمية والدولية لمواجهة كل تلك المخططات الاسرائيلية والعدائية الامريكية، لأن الاحتلال يعمل على فرض الوقائع على الارض وتحريك اكبر قدرات اعلامية لتفريغ ردود فعل الناس وتذويبها والانتقال من مرحلة لأخرى أكثر شراسة وارهاب.
--
بقلم/ د.مازن صافي