حماس ليس لهذه الدرجة من الغباء لتعيد تشكيل اللجنة الإدارية , وذلك لسببين مهمين , السبب الأول وهو بديهي جداً , وهو أن حماس تدير قطاع غزة بكل مكوناته , من لحظة الإنقسام وحتى يومنا هذا , وأدوات إدارة المؤسسات لديها متعددة وتصب في منظومة واحدة "المنظومة الأمنية" , وتشارك في هذه المنظومة أجهزة كثيرة , مثل جهاز الدعوة , وجهاز القسام , ومجالس الشورى , والمكتب السياسي , والأجهزة الأمنية الحكومية... وما أكثر وكلاء الوزارة والمدراء العامون في غزة , فهم ليس بحاجة لوزراء إشتيه , ولا بحاجة للجنة إدارية قد تأخذ بعداً سياسياً وإعلامياً دون داعي .
أما السبب الثاني وهو مرتبط بعلاقة وحاجة حماس الى المخابرات المصرية , فحماس ومنذ حل اللجنة الإدارية قبل عامين , وحتى هذه اللحظة , لم ولن تفكر بإعادة تشكيلها , لتثبت للمخابرات المصرية أنها لا زالت تتمسك بالمبادرات المصرية لإنهاء الإنقسام , وأنها غير متمسكة بإدارة غزة رسمياً , سواء بتشكيل حكومة موازية لحكومة رام الله , أو بتشكيل لجنة إدارية , وإستبعاد حماس لخطوة إعادة تشكيل اللجنة الإدارية لا تكلفها شيئاً لأنها بالأصل تدير قطاع غزة كاملاً , وفي نفس الوقت قد تضمن رضا المخابرات المصرية نتيجة عدم الإقدام على هذه الخطوة .
هناك إعتراضات من بعض السياسيين وخاصة من حركة فتح , على حركة التدوير الحكومي في غزة والتي قامت به حماس , وهذا الإعتراض أعطى الموضوع أكبر من حجمة , وكانت الإتهامات تصب في تشكيل لجنة إدارية من قبل حماس , وبرأيي أن عملية التدوير الوظيفي طبيعية جداً , وخاصة أن حماس تسعى للتعديل في عملها المؤسساتي خشية نقمة الشعب عليها , نتيجة أي إهمال في الخدمات الإدارية , وخاصة أن حماس لا تملك الخدمات المالية وهي الأهم بالنسبة للشعب .
أيها السياسيون.. إرتقوا قليلاً بعقولكم , فاللجنة الإدارية ليس هي المشكلة الجوهرية , سواء كانت قائمة أو لم تكن , فهناك واقعاً كارثياً نتج عن تراكمات الإنقسام , ويجب تغيير هذا الواقع من جذورة , قبل أن ينهش الجسد الفلسطيني كاملاً .
أيها السياسيون.. إرتقوا بعقولكم قليلاً , فحركة حماس لم ولن تعيد تشكيل اللجنة الإدارية , طالما هي التي تحكم , فلا حاجة لها بلجنة إدارية قد تجلب لها المتاعب السياسية .
بقلم/ أشرف صالح