صحوه مسرحيه فى غزه تمتد الى خارج حدود الوطن

بقلم: محمد العطلة

فنان كبير ومخرج متألق بدأ مشواره الفنى عام 1979عمل فى المسرح التربوى وله العديد من الاعمال المسرحيه قدم للطفل كما قدم للمرأه شارك فى عدد من الافلام السينمائيه والمسلسلات التلفزيونيه ..شارك فى كثير من ورش العمل التى تهتم بالمسرح انه الفنان المبدع المخرج اسامه مبارك الخالدى الذى حفلت حياته الفنيه بالكثير وها هو فى السنوات الاخيره استطاع ان يخرج من غزه ليصل الى الاطلسي ليقول للعالم نحن هنا موجودين بثقافتنا وفننا ومسرحنا رغم الاحتلال والحصار فهو المخرج الوحيد الذى قدم اعماله فى المغرب وتونس والجزائز وعاد يحمل أوسمة ودروع المهرجانات .ولتكن البدايه ..... مسرحية (طلعنا وقهرنا السجان ) والتى تتحدث عن الماجدة الفلسطينية في سجون الاحتلال حيث كان الحصار مطبق على غزة فخرجت المسرحية عن طريق السي دي حملتها ارواحنا لتطير الى المهرجان المغاربي بالوادي بالجزائر ومهرجان مرا النسائي بتونس وبقيت اجسادنا مزروعة في غزة ولتحصد المسرحيه جوائز المهرجان فى كل المشاركات ...ثم كانت الرحله الثانيه له ايضا من خلال المسرحيه المونودراما (الرحله ) للكاتب الفنان محمود عفانه والتى كان العرض الاول لها على خشبه مسرح المسحال الذى دمره العدو ليطمس ثقافتنا فقد قام الفنان والكاتب محمود عفانه بدور الشهيد العائد الى الحياة والذى شاهدناه يخرج من القبور فى بدايه المشهد على اصوات الرصاص وقذائف الطائرات واصوات المدافع وهو لا يبالى بذلك ويطالب بالمزيد اعتقادا بان الشهداء لا يحسون بذلك وقد تألق الفنان محمود عفانه فى تجسيد الشخصيه كما رسمها المخرج المبدع اسامه مبارك الخالدى الذى حرص ان لاتفوته اى صغيره وكبيره فى هذا العمل بدأ بالبحث عن الديكور المناسب حتى المؤثرات الصوتيه والموسيقى وتناسق الاضاءه فكل شيئ لم يمر امامه بسهوله حتى اداء الممثل لم يترك حرف لم يراجعه لغويا مما جعل العمل متكاملا وحقق نجاح منقطع النظير فكان لابد بعد ذلك ان يخرج هذا العمل الى النور من جديد وقد جند المخرج كل الامكانات ليحقق حلم فلسطين واشتراك اعمالها فى محيطنا العربى دون ان يقتصر على حدود الوطن ونجح فى ذلك فى المره الاولى حين قدم عمله الاول فى مهرجان تونس والجزائر والمغرب ليتم عرض المونودراما فى مهرجان تونس ويحصل العمل على جائزة المهرجان وهنا لابد من استلام جائزة المهرجان وكانت الطريقه الوحيده لتكريم فلسطين بهذا العمل هى ارسال الجائزه الى القاهره وتوصيلها الى غزه المحاصره والتى لم يكن يسمح لفريق العمل من مغادرة القطاع والمشاركه فى المهرجان عن طريق معبر رفح وتم التكريم وهنا قام المخرج اسامه مبارك الخالدى بالمضي والسعى قدما حتى استطاع ان يصل الى الاطلسي بنفس العمل الذى يحمل هموم قضيتنا وما تعانيه من ظلم المحتل وتشرزم الاخوه ولكن هذه المرة بوجه جديد وفنان شاب هو احمد مسلم هذا الفنان الذى لم يصعد على خشبة المسرح ببطوله مطلقه ليكون هذا العمل هو انطلاقه له نحو النجوميه ومعروف ان هذا الفنان على خلق كبير ويتجاوب بشكل جيد لكل تعليمات المخرج وتنطلق الرحله من جديد ولكن هذه المره بطاقم العمل للمشاركه فى مهرجان وجدة المنونودراما ( مهرجان الممثل الواحد ) وقد حقق هذا العمل والجهد والتفوق فى المهرجان على جائزة المهرجان حيث ارتفع علم فلسطين متوسطا اعلام الدول المشاركه فى المهرجان .كل هذا يعود للفنان المبدع والمخرج المتالق وكلمة حق ان الفنان المخرج اسامه مبارك الخالدى هو احد اعمدة المسرح فى فلسطين والذى لا يكل ولا يمل ويبحث دائما عن كل جديد وبعد عودته قدم لنا عملا جديدا لنفس الكاتب ايضا ليشكل ثنائي فني فكانت مونودراما ( المجنونه ) بطوله الفنانه ريهام فتحى للكاتب محمود عفانه وسيناريو واخراج المبدع اسامه مبارك الخالدى وقد جسدالمخرج ومعد السيناريو شخصيه المرأه الفلسطينيه التى تحمل اعباء الوطن كونها ام وزوجه واخت وابنه فهذه الفنانه قامت باعمال مسرحيه عديده وقد استطاعت ان تكون تجربتها فى هذا العمل مختلفه تماما وخصوصا عندما اراد المخرج ان يحاكى المجتمع بكل اطيافه ليبلور لنا عدد من المشاكل وعلى طريقة المسرح الالمانى مسرح (بريخت ) حين بدء العرض بظهور المجنونه من بين الجمهور وهى تخاطبهم حتى صعدت خسبة المسرح لتصول وتجول وتجند الادوات المتاحه والتى تحمل معانى وطنيه تجسدت فى علم فلسطين والخريطه لتفتح سجل الذكريات التى امتزجت بالفرح والالم ..اعتقال زوج وهجرة الابن واستشهاد اخر وغياب الابنه التى تعمل فى مجال الاعلام فكانت الدراما قد تجلت بكثير من المشاهد ولتنقلنا الى المشاهد الاقوى فكان البكاء الممزوج بالضحكات والالم بالفرح والصراع النفسي مما جعل المشاهد مشدودا للاداء الجميل والحركه المدروسه من خلال مخرج مبدع ..فتلك المونودراما والتى عرضت على مسرح الوداد يوما واحدا وكان من المفترض ان تعرض اكثر من مره فى محافظات الوطن ...وقد كانت اعماله ونشاطه فى الاونه الاخيره بتعاون مع مركز غزه الثقافى وتحت اشراف الاستاذ اشرف سحويل ومع ذلك لم يهدأ المخرج اسامه مبارك الخالدى وعاد يبحث من جديد عن عمل اخر حتى وجد ضالته وهذه المره كانت من العراق الشقيق حيث قدم الفنان العراقى الحاصل على جوائز عديده ومشاركه فى مهرجانات عديده الفنان والكاتب سعد هدابي حيث اهدى مسرحيته المونودراما (غسيل اموات ) ليقوم باخراجها المخرج المبدع اسامه مبارك الخالدى وهو الان يبذل الجهد لاظهار هذا العمل الى النور قريبا . وهنا لابد ان نذكر ان المخرج اسامه الخالدى والذى قدم العديد من الاعمال الفنيه على مستوى القطاع هو احد اعضاء الامانه العامه لاتحاد الفنانين فهو ضمن كوكبه من اوأئل الفنانين الفلسطينين الذين قدموا اعمالهم خارج حدود الوطن ليكون احد سفراء للفن الفلسطينى ويحمل لقب مخرج مهرجانات

...... بقلم الاديب محمد العطله