لم يشهد النصف الأول من عام 2019 أي جديد علي واقع المعابر ، فكافة معابر قطاع غزة التجارية مغلقة باستثناء معبر كرم أبو سالم وهو المعبر الوحيد الذي يعمل حتى اللحظة وفق الآليات السابقة ، فلم يتغير أي شيء على آلية عمل المعبر من حيث ساعات العمل ، نوع وكمية البضائع الواردة ، ومازالت إسرائيل تمنع دخول العديد من السلع و البضائع و المواد الخام الأولية اللازمة للقطاع الصناعي و المعدات و الآليات و الماكينات و على رأسها مواد البناء و التى تدخل فقط و بكميات مقننة وفق الية إعمار غزة GRM.
و نتيجة للإجراءات الإسرائيلية ومن خلال رصد حركة الشاحنات الواردة عبر معبر كرم أبو سالم خلال النصف الأول من عام 2019 بلغ إجمالي عدد الشاحنات الواردة إلى قطاع غزة 48824 شاحنة ، مقارنة مع 59840 شاحنة واردة إلى قطاع غزة خلال النصف الأول من عام 2016 من مختلف الأصناف المسموح دخولها إلى قطاع غزة ، وبلغت نسبة الإنخفاض في إجمالى عدد الشاحنات الواردة خلال تلك الفترة حوالي 19.5% ، وبلغ عدد الشاحنات الواردة للقطاع الخاص خلال النصف الأول من عام 2019 حوالي 45854 شاحنة للقطاع الخاص ، مقارنة مع 51317 شاحنة ورادة خلال النصف الأول من عام 2016 ، وبلغت نسبة الإنخفاض في إجمالى عدد الشاحنات الواردة للقطاع الخاص خلال تلك الفترة حوالي 11%.
و بالرغم من الأوضاع الإقتصادية و المعيشية والإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة وإحتياجة للدعم و المشاريع التنموية والإغاثية ، إلا أن الواردات الخاصة بالمساعدات والمشاريع التنموية إنخفض خلال الخمس سنوات الأخيرة بشكل كبير جدا ، حيث بلغ عدد الشاحنات الواردة خلال النصف الأول من عام 2019 حوالي 2970 شاحنة ، مقارنة مع 14621 شاحنة خلال النصف الأول من عام 2015 ، لتتجاوز نسبة انخفاض الشاحنات الواردة لقطاع غزة والخاصة بالمساعدات والمشاريع التنموية حوالي 80% ، وكان من المفترض أن تشهد تلك الفترة إرتفاع في المساعدات والمشاريع التنموية في ظل الظروف الاقتصادية السيئة و ارتفاع معدلات البطالة الفقر ، و بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني فإن معدل البطالة في قطاع غزة قد بلغ 46% في الربع الأول من عام 2019 وتجاوز عدد العاطلين عن العمل حوالي 216 ألف شخص ، وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالميا.
وهذا يحتاج إلى إجابة سريعة من المؤسسات الدولية القائمة على المساعدات في قطاع غزة عن سبب انخفاض المساعدات خلال الخمس سنوات الأخيرة ، بالرغم من ارتفاع معدلات البطالة و الفقر وسوء الاوضاع الاقتصادية وإطلاق ما يسمى عملية إعادة إعمار قطاع غزة ؟؟؟؟؟؟؟.
أما بخصوص الصادرات تستمر إسرائيل بتطبيق سياستها التى اتبعتها منذ فرضت الحصار على قطاع غزة عام 2007 ، بمنع تصدير المنتجات الصناعية و الزراعية من قطاع غزة إلى العالم الخارجي ، كذلك منع تسويقها في أسواق الضفة الغربية ، وما تم تصديره من قطاع غزة لا يمثل إلا القليل من المنتجات الزراعية والصناعية ، وعلى صعيد الشاحنات الصادرة من قطاع غزة إلى العالم الخارجي و الضفة الغربية و إسرائيل فقد بلغ عدد الشاحنات الصادرة خلال النصف الأول من عام 2019 حوالى 1911 شاحنة من المنتجات الصناعية و الزراعية ، مقارنة مع 1581 شاحنة تم تصديرها خلال النصف الأول من عام 2018 ، وبلغت نسبة الإرتفاع في إجمالى عدد الشاحنات الصادرة 18% في نفس الفترة ، ومازال المصدرين و المسوقين من قطاع غزة يواجهوا العديد من المشاكل أثناء خروج بضائعهم من قطاع غزة و منها عدم توفر الإمكانيات في معبر كرم أبو سالم لخروج المنتجات الزراعية و الصناعية إلى الخارج ، تنزيل و تحميل البضائع لعدة مرات مما يؤثر على الجودة خصوصا في السلع الزراعية ، هذا بالإضافة إلى مواصفات خاصة بالتغليف و التعبئة ، مما يساهم في مضاعفة تكاليف النقل على المصدر الفلسطيني.
بقلم/ د.ماهر تيسير الطباع