الجولة التي قام بها صهر الرئيس الامريكي ، وكبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر ، على رأس وفد امريكي في منطقة الشرق الأوسط ، شملت عددًا من الدول العربية ، ولقاءاته بالعديد من الزعماء والرؤساء العرب ، هذه الجولة تأتي لتحشيد الدعم لخطة السلام الامريكي ، ووضع اللمسات الأخيرة على الشق الاقتصادي لخطة الاملاءات الامريكية لقبر الحق الفلسطيني ، وتصفية القضية الفلسطينية ، ومواصلة الزخم الذي تولد في الورشة الاقتصادية في البحرين .
والواقع أنه حتى الآن لم يعلن عن خطة ترامب المسماة " صفقة القرن " بحذافيرها ، كي لا يؤثر ذلك على نتائج الانتخابات في اسرائيل ، التي ستجري في السابع عشر من أيلول القادم ، وترامب يراهن على فوز نتنياهو وتشكيله حكومة جديدة تتعاطى مع الخطة المرسومة .
ويبدو أن كوشنر يحاول تجاوز الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن ولورشة البحرين ، عبر انجازه حلًا اقليميًا عربيًا – اسرائيليًا ، لدفع الأنظمة العربية الضغط على الجانب الفلسطيني القبول بالصفقة ، وإذا أصرّ الفلسطينيون على رفض الخطة ، سيقوم حينها العرب بالتوقيع نيابة عن الفلسطينيين ، كما حدث في كامب دافيد .
جولة كوشنر في المنطقة هدفها واضح للعيان وهو دفع صفقة القرن إلى الأمام . والآن الفرصة مواتية أمام الفلسطينيين لاستعادة وحدتهم الوطنية وتلاحمهم الشعبي ، على ضوء اعلان حركة " حماس " قبولها بالحل السياسي وفق قرارات الشرعية الفلسطينية اقامة دولة وطنية في حدود العام 1967 ، واعلان الرئيس الفلسطيني الغاء جميع الاتفاقات مع دولة الاحتلال ، وترجمة ذلك على ارض الواقع .
بقلم/ شاكر فريد حسن