الإبداع الشعبي الفلسطيني المتطابق مع قناعة فصائلية لأهمية توحيد الراية بعيداً عن راياته الخاصة آخذٌ بالاتساع ، وهذا ما تشهده مسيرات العودة ، التي انطلقت في الثلاثين من آذار لعام 2018 في قطاع غزة . وهي لا زالت متواصلة بزحم شعبي عالي ، على الرغم من التضحيات الجسام التي يتكبدها أبناء شعبنا ، والتي يجب تثميرها في تحقيق تطلعاته في كسر الحصار من دون دفع الأثمان السياسية جراء مساعي تحقيق تهدئة مديدة .
اليوم شعبنا في عموم المخيمات الفلسطينية في لبنان ، وفي انتفاضته السلمية المباركة في مواجهته للإجراءات التعسفية للدولة اللبنانية التي تنفذها وزارة العمل بحق العمالة الفلسطينية ، يرفع راية العلم الفلسطيني التي تسمو على كل الرايات على الرغم من تقدير شعبنا لرايات الفصائل ، التي استجابت مرة جديدة وبمسؤولية عالية أن تقدم علمنا الفلسطيني رمز من رموز سيادتنا الوطنية على أعلامها وراياتها . فوحدة شعبنا وقواه تحت مظلة علمنا تعزيز لوحدتنا الوطنية ، التي يمزقها اليوم الانقسام البغيض ، ونحن الأحوج اليوم لتلك الوحدة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه قضيتنا ، حيث المجاهرة بأن " صفقة القرن " ومن دون أية مواربة أو تدوير للزوايا وضعت بهدف تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع مع الكيان الصهيوني إلى الأبد .
مشهد مسيرات العودة في قطاع غزة ، ومسيرات الغضبة التي تعم المخيمات في لبنان تؤكد لنا أن الرهان على شعبنا لا يعلوه رهان ، في أن هذا الشعب الأبي والعزيز الممسك برايته الوطنية ، ذات الألوان الأربعة الأحمر والأسود والأبيض والأخضر ، علم سيادتنا الوطنية ، التي يعملون ليل نهار على وأدها واغتيالها . سيبقى هذا الشعب الذي لا تنضب إرادته في استعداده الدائم إلى تقديم المزيد من التضحيات التي ما بخل ولن يبخل يوماً في تقديمها في سبيل استعادة أرض وطنه تحريراً وحريةً وسيادةً واستقلالاً وطني .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني