صمود المواطن .. بين ترف المسؤول وبطش المحتل

بقلم: فادي شحادة

أن حالة التردي الوطني التي وصلت إليها قضيتنا الفلسطينية في العشرية الأخيرة بعد الانقلاب الدموي في قطاع غزة لا تبشر بالخير على المستويين الوطني والدولي . وهي حالة تجعلنا ندق وبقوة جدران الخزان لعلى وعسى تجد أصوات طرقاتنا اذانا صاغية حكيمة تقدر خطورة الموقف وتسارع إلى تحمل المسؤولية الوطنية بكل تعقيداته ودون تردد وتصويب ما يمكن تصويبها وصولا إلى تعزيز ضوابط العمل الوطني على الارض والتي من خلالها يمكن لنا كشعب فلسطيني أن نستعيد قوة الأمل بتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
إننا كمتابعين للحالة الوطنية لا ننتقص من قيمة أي إنجاز وطني تحقق على الارض الفلسطينية أو خارجها طيلة سنوات النضال الفلسطيني في الخارج والداخل . ونقدر كل التقدير الرموز والمقامات الوطنية التي كانت ومازالت تتصدى للمحتل بكل ما تستطيع من وسائل وإمكانيات متاحة . ولكن مانود قوله في هذه الأسطر التي بادرنا إلى كتابتها حرصا منا على كل ما هو وطني فوق هذه الارض أن حالة الاشتباك بكل الوانه مع المحتل يجب أن تتبناها مرجعيات وطنية ببصمة ثورية بدون تردد وجرأة عالية بعيدا عن البروتوكولات والمراسم وربطات العنق من أجل أن نوفر أجواء اللحمة الوطنية والثورية بين القاعدة والقيادة اللتين تعانيان منذ سنوات من حالة جفاء تام تولد عنها فجوة وطنية كبيرة سمحت للكثيرين من منهم ليسوا مؤهلين وطنيا ولا فلسطينيا ولا إقليميا أن يتبنوا الكثير من هذه القواعد الجماهيرية مستغلين حالة العوز المادي والاجتماعي التي يعاني منها الناس ويتم ذلك بطريقة الابتزاز المادي والمعنوي الذي أفقد الإنسان الفلسطيني الكثير من كرامته التي حاول ان يحافظ عليها أمام بطش وقهر المحتل ولكن للأسف ذوي القربى والدين كانوا أشد مظلمة من بني صهيون. وعليه فإننا نقول أنه يجب على كل أصحاب القرار في سدة الهرم السياسي والوطني أن تنتصر على شهواتها في المال والمنصب وغير ذلك وإن تشرع في عملية تقويم وطنية تساعد على تعزيز صمود المواطن أمام عنجهية المحتل التي تزداد وتتطور كل يوم . لذلك فإننا نرى أنه من الممكن جدا أن يتم هذا التعزيز بالكثير من الطرق والمجالات في الحياة منها الخدماتية والاجتماعية والتعليمية القائمة طويلة ولكن يجب أن تكون البداية بخطوة جريئة إلى الأمام دون تردد ولا نريد أن نبقى نكتفي بالشيء قولا وليس فعلا لأنه قد تأتي النهاية دون مقدمات وتسحق كل ألوان الطيف الوطني على أرض فلسطين.

فادي شحادة